بطولة فقيرة.. مع «أخلاقيات» أفقر!!

هيا الغامدي

TT

على الرغم من أن إشارات الوصول للنهائي الخليجي كانت كثيرة، فإن مسببات الخروج من المضمار نفسه كانت أكثر، ولعل أكثرها - تأثيرا - إهمال تأمين الجانب الدفاعي من قبل النصر الذي أهدر الفرص الثلاث التي كانت متاحة أمامه للوصول للبر الأخير.. ولكن؟!.. كذلك ما رأيناه على أرضية الملعب من الاستفزازات «قبل / وأثناء / وبعد» اللقاء الذي يطرح - للأسف - بالأخلاق بعيدا ويخرج بالتنافس الرياضي عن مرمى التواصل والالتقاء والاستفادة، الغريب أن ذلك الأمر يصدر من جمهور «الإمارات» الشعب الكريم المضياف، وإن كان لا يمثل سوى «ثلة» من الجماهير المتعصبة، ولا يجب أن «يعمم» كما لا يجب أن «يكمم» ولا يمرر، لا أعلم لماذا تخيلت فصلا جديدا من فصول الصراع الخارج عن إطار الرياضة كالذي رأيناه بين الجزائر ومصر (أفريقيا)؟! فلماذا هي لقاءات الأشقاء في العروبة والإسلام والدم والصلة متوترة وعلى صفيح ساخن؟! وما حدث في ملعب الوصل كان شبيها حد السواد لما شهدته الخرطوم من دراما غريبة! و«الأخطر» إعلاميا التعامل مع المشكلة بطريقة الأقطاب المتنافرة بالتصعيد والتهويل بالشكل الذي من شأنه زيادة الاحتقان بين الشقيقين لا أكثر؟! نحن لا نطالب بتحجيم القضية ولا تهوينها، بل نتمنى أن يحاسب المذنب ويتلقى عقابه، وهنا نشير لضرورة اتخاذ الإدارة النصراوية موقفا حازما ولو بالإبعاد مع طبيبها الذي خانته العضلات المفتولة لمواجهة جمهور مدرج بأكمله؟!

العقوبة القانونية هي ما يجب أن يطبق على جمهور «منفلت» ضارب بالأعراف والقوانين عرض الحائط وخارج عن الروح الرياضية، نتساءل فقط أيعقل أن مدينة «عالمية» كدبي لا يتوفر بملعبها الطوق الأمني الكافي للحيلولة دون حدوث (انفلاتات) انفعالات متبادلة أيا كانت؟!

بصراحة ضقنا ذرعا بالطرق البدائية للغاية التي تدار بها البطولات الخليجية سواء للأندية أو المنتخبات «تنظيميا» وخاصة أنها لا تحمل بين طياتها أي عائد فني ملحوظ؟ بل إن تأثيرها السلبي يتعدى نظيره الإيجابي، وخاصة أنها لا تؤهل لما هو أجدى فنيا أو شبابيا أو مستقبليا كنظيرتها - القارية - جميعنا نشيد بالأداء النصراوي، في هذه البطولة.. وما قدمه الفريق من تصاعد بالمستويات ولكن؟!

المطلوب من النصر طي تلك الصفحة - الهزلية - إيابا والبدء لإعداد جدي يتناسب مع قوة التنافس القاري الذي سيدخله الموسم المقبل، فالميدان بآسيا ليس كالخليج، والنصر يلزمه الكثير ليكون قادرا على المنافسة الحقيقية وليس مجرد مشاركة يجير للآخرين (أؤكلها) فحسب؟!!

التأهب والاستعداد ليسا من خلال المعسكرات الصيفية «الترفيهية» بل بإعادة النظر في الجهاز الفني، والأسماء الممثلة التي أصبحت بجزئية منها خارج نطاق التغطية الميداني المطلوبة!! وبحاجة «لغربلة» وتنقيح للأسماء الممثلة للفريق الموسم المقبل، وينطبق الحال على قائمة الأجانب التي استفادت - أكثر - مما أفادت العالمي، وهنا نعود لمهمة «الانتقاء الجيد» الذي يقدم للفريق ولو الحد الأدنى من المطلوب! يا سادة، نحن نستقدم اللاعبين الأجانب وندفع الملايين وبالمقابل لا نجد لا بلح الشام ولا عنب اليمن!! فلا عائد فنيا - إيجابيا - ولا إعطاء فرصة للوجوه الشابة الجديدة!!

«محليا» حال النصر حال.. وبخاصة أنه سيواجه الأهلي - المنتشي آسيويا - بأولى منافسات الأبطال!! والإشكالية هنا أن كلا الفريقين «متعب محليا» يريد التأهل على حساب الآخر، كلاهما يريد التعويض ببطولة سعودية هذا الموسم، وكلاهما يستحق الوصول لأبعد.. أيضا ولكن؟! فلمن ستنتهي الحسبة يا ترى؟!