نادينا، حتى بُحت أصواتنا، بأن لا فائدة ترجى من البطولات الكروية الخاصة بالخليجيين.. والسبب أن غثاء يحوم حولها، بما يجعلها ضعيفة من جوانبها كلها، فنيا وتطوريا وعلاقاتيا.. ولم نجد فيها إلا الشحناء والتباغض.. حتى باتت وسيلة لزيادة التوتر بين أبناء المنطقة الواحدة.
الخليجيون معنيون ببطولتين كرويتين.. واحدة للمنتخبات، وأخرى للأندية.. ولنبدأ بالثانية، على أننا لن نغفل الأولى، لأقول وبملء الفم: أغلقوا ملف بطولة الأندية، ولتذهب إلى الأرشيف.. فما من فائدة قد ظهرت منها منذ نحو 3 عقود... بطولة تهدم ولا تبني.. ولعل ما حدث ليلة الأربعاء لدليل على سوء نتاجها.. هل نقرأ تاريخها لنبرهن لأولئك أنهم يكتبون أحلامهم على الرمال.. هل نستعرض الإسقاطات والملاسنات والاتهامات واللكمات؟ إذن أوقفوها وأريحونا.. لأن بطولة تؤسَس على المجاملة، ولا تعنى بزمن ولا مكان جدير بأن تتوقف، ناهيك عن أن فرق الخليج لا تحتاجها، لكن هي تداخلات أريد بها خير، وأفرزت شحناء..
وهنا حق لي، كما غيري، أن أسأل: هل عدم الخليجيون موقعا تنافسيا يليق بهم؟ وفي حمأة البحث عن موقع كروي يليق بهم.. لن نجد أفضل من التنافس آسيويا.. فمن خلال هذه المنافسة نجد الإمتاع والتطور والمنافسة الحقة.. وقبل كل هذا وبعده، النظام الذي يركن إليه الخليجيون، ولا يحيدون عنه، إما خشية ورهبة، أو إما لأنهم ضمن البطولة الأفضل تنافسيا، وهم متمسكون بها.
وبعد، ماذا عن الأولى المسماة بكأس الخليج، فهي و«الحق أحق أن يقال»، قد استنفذت ما أقيمت لأجله.. وباتت الآن فقط موقعا للتجمع والتلاسن.. والاستعراض الإعلامي.. ناهيك عن أنها بيئة خصبة لإفراز الكيد وتنمية البغضاء.. وشواهدها في ذلك موثقة وملموسة، وأحسب أن ليس هناك مثيل لها في ذلك.. حتى أنها جعلت من الجماهير أشد حنقا، ورفضا كل للآخر، واسألوا المنظمين والناقلين لأحداثها، ثمة أمر مهم يخص هذه البطولة، أنها استمرت كمجزرة للمدربين المميزين، حتى لو كان نتاجهم رائعا قبلها.. لكن وفق حساباتها فهي موقع خسارة.
القول الأهم، هو أن ما حدث قبل أيام في دبي جدير بأن يعيد الحسابات ويكشف الخبايا.. ولنبدأ بالتساؤل المنطقي: هل نحتاج إلى بطولة أندية الخليج؟ ولتكن إجابتنا مرتبطة بالفائدة التي نخرج بها منها.. وهنا أتحدى أن يظهر أي مسؤول خليجي ليصادق على هذه الفائدة.. لأنها من الأعباء بما جعلها همًا وغما أكثر منها فرحا.
قبل أن أختم هناك ملاحظة مرتبطة بهذه البطولة تخص المحصلة النهائية لها.. وسأحيل هذا السؤال إلى المنظمين المنتمين لمجلس التعاون الخليجي.. فقط نريد معرفة النتاج الفني والعلاقاتي لها بعد 28 عاما من إقامتها.. أفيدونا رحمكم الله!