فرقنا بعد الجولة الرابعة

عبد الرزاق أبو داود

TT

لا يختلف معظم النقاد على أن مواجهات الجولة الرابعة في بطولة آسيا أظهرت ملامح كثيرة تشير إلى الفرق الثمانية التي استطاعت أن تصل إلى مرحلة شبه حاسمة للتأهل إلى دور الـ16، في بطولة اشتد عودها كثيرا.

الفرق السعودية أبلت بوجه عام بلاء حسنا، رغم تعثرات خطيرة في البداية لكل من الأهلي والاتحاد، اللذين خسرا نقاطا غالية في الجولتين الأولى والثانية، ولكنهما عادا بقوة في الجولتين الثالثة والرابعة، ليحل الأهلي (المجموعة الأولى) في المركز الثالث بـ(6) نقاط بعد الغرافة (7) نقاط والاستقلال الإيراني الذي يحتفظ بصدارة المجموعة الآن بـ(8) نقاط في حين أن الجزيرة الإماراتي خرج نهائيا وله نقطة واحدة. وتظل حظوظ الأهلي قائمة بقوة في مجموعته متى ما تمكن من خطف نقاط لقائه مع الغرافة في جدة، وتعادل الأخير أو خسر في مباراته الثانية، أو الفوز على الاستقلال والغرافة، وهي مهمة ليست مستحيلة، ولكنها تحتاج إلى جهد وتصميم كبيرين.

الاتحاد عبر (المجموعة الثانية) استطاع العودة بقوة بحصده (6) نقاط أمام الوحدة الإماراتي، بعد أن خسر(5) في البداية وحل ثانيا خلف ذوب هان الإيراني (10 نقاط)، ويطارده فريق بونيودكور الاوزبكي الذي يملك (6) نقاط في المركز الثالث. و ظل كل من الهلال والشباب يتصدر مجموعته بعد الجولة الرابعة بجدارة، فالهلال يملك (10) نقاط ويبدو أنه في طريقه إلى دور الـ16 بقوة، وتظل حظوظ الشباب قوية في التأهل وخطف إحدى بطاقتي مجموعته لدور الـ16.

التمعن في حظوظ فرقنا يوحي لأول وهلة بأن الطريق تبدو سالكة أمامها للوصول إلى دور الـ16، غير أن الاسترخاء والاعتماد على نتائج الآخرين، أو التقليل من شأن بعض الفرق التي خسرت فرص التأهل، أو الركون إلى طروحات إعلامية استباقية «تحاول المساندة».. في حين أن بعضها «مفعم» بروح التعالي والاعتداد المفرط بالذات والتقليل من شأن الآخرين.

فرقنا الأربعة لديها فرص متفاوتة للتأهل لدور الـ16، وربما بعد الجولة الخامسة لكل من الهلال والشباب والاتحاد، في حين أن الأهلي تنتظره حسابات معقدة في ظل المنافسة القوية من الغرافة والاستقلال، وعليه أن يبذل جهودا مضاعفة وهو أهل لذلك، وبإمكانه الوصول إلى دور الـ16 أسوة بأشقائه.

وختاما، ورغم بعض الإخفاقات الأولية من بعض فرقنا، إلا أننا «واثقون» من أنها ستقدم الكثير مما لديها من إمكانات وقدرات فنية ومهارية وتخطيطية وجهد لإثبات علو كعب الكرة السعودية وتطورها، بل والذهاب إلى مراحل البطولة النهائية. وكلنا أمل في أن يكون النهائي بين فريقين سعوديين، وهو أمر ليس بمستغرب أو بعيد المنال متى ما دفعنا المقابل المطلوب.. وهو الجهد والتصميم والأداء والتماسك والانضباطية والتقدير المنطقي لإمكانات الآخرين.

بالتوفيق لجميع أبطالنا وأبنائنا في بطولة آسيا، في الأهلي والهلال والاتحاد والشباب.