الرقي ثقافة يا وصلاويون

موفق النويصر

TT

أصابني الغضب والذهول بعد أن شاهدت الهجوم غير المسؤول من بعض جماهير نادي الوصل الإماراتي على طبيب وبعض لاعبي نادي النصر السعودي، وسط «تساهل» من رجال الأمن، في مشهد لا يليق بالرياضة ولا البلد المستضيف.

وإذا كان البعض يتصور أن هذا التصرف قد يتوقع من جماهير الدرجة الثانية، على اعتبار التنوع والحماسة لها، إلا أن الغريب كان تصرفات بعض من كان في المنصة والدرجة الأولى، ممن أظهرتهم كاميرات التلفزيون، حيث بدا عليهم الانفعال غير المبرر أيضا.

أما المفاجئة الكبرى كان سماعي لحديث مدير الكرة بنادي الوصل على قناة «العربية»، والذي أظهر أنه لا يتمتع بالروح الرياضية الواجب توفرها في مثل هذه المواقف.

فهل يعقل أن ينكر مسؤول كروي في نادٍ محترم على شاشة التلفزيون فعل بعض الجماهير الغوغائية من جهة، ثم يتراجع عن ذلك في ذات اللحظة، ليبرر لها ما فعلت، وأن الطبيب النصراوي نال ما يستحق. وهو حديث لا يختلف كثيرا عن فعل جماهيره، مع الفارق أنه استخدم لسانه لتبرير الفعل، وهي استخدمت أيديها وأقدامها لتأكيد الفعل.

الغريب أن هناك من ألقى باللائمة فيما حصل على انخفاض السياج الذي يفصل الجماهير عن اللاعبين، وهو بالمناسبة يتجاوز الثلاثة أمتار، وأن انخفاضه هو من سمح بدخول الجماهير إلى أرض الملعب، متجاهلا الشحن الإعلامي لهذه الجماهير خلال الأيام الماضية، بعد الهزائم المتتالية للكرة الإماراتية أمام نظيرتها السعودية.

المفارقة أن بعد هذه المباراة بأربع وعشرين ساعة تقريبا، استمتعنا كثيرا باللقاء الذي جرى على استاد الإمارات في لندن بين برشلونة الإسباني وآرسنال الإنجليزي، ضمن دوري أبطال أوروبا، وشاهد الجميع أن الحاجز الذي يفصل 60 ألف متفرج داخل الملعب واللاعبين هي لوحة إعلانية صغيرة لا يتجاوز ارتفاعها مترا واحدا، ومع هذا لم نشهد أي تجاوز من الجمهور الإنجليزي، حتى عندما كان فريقه متأخرا بهدفين، رغم ما يعرف عن هذا الجمهور من سلوك غير منضبط خارج الملعب.

وهو ما يدعوني للتأكيد أن الرقي الجماهيري جزء لا يتجزأ من رقي إدارة الكرة في أي ناد، فمتى ما حظيت هذه الإدارة بالرقي، انعكس ذلك جليا على جماهيرها داخل الملعب وخارجه، والعكس صحيح.

المؤسف أن ما حدث في البطولة الخليجية قد يحدث مرة أخرى، وهو يؤكد أسباب عدم رغبة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في الاعتراف بهذه البطولات، كون قراراتها لا تساوي قيمة الحبر المكتوبة به، فبعد الفوضى التي شهدها استاد نادي الوصل الإماراتي الثلاثاء الماضي، فأي عقوبة يمكن أن تعيد للنصر السعودي حقه الذي سلب منه على أرض الملعب، وهو ما يدفعنا للسؤال ألم يحِن الوقت لإدراج هذه البطولات تحت مظلة الاتحاد القاري، ليعطيها شيئا من الهيبة والتقدير الذي تستحقه، ويلغي مقولة «من أمن العقوبة أساء الأدب» من قاموسها.

[email protected]