قراءة في وجه زعبيل

مسلي آل معمر

TT

لا داعي لسرد ما حدث في زعبيل، لأنه ليس إلا امتدادا لما يحدث في استاد القاهرة أو الجزائر أو المنزه، فالجماهير الكروية هي نفسها من المحيط إلى الخليج، تتغنى في الشارع ببلاد العرب أوطاني، وفي المدرجات تظهر ما تخبئه الشعارات في دواخلهم.

الحادثة وردود الفعل حولها تعكس صورة واضحة عن العقلية التي تدير دورات الخليج، والأخرى التي تدير الأندية، والثالثة التي تدير الإعلام، وكذلك الاتحادات الكروية، فاللجنة التنظيمية لبطولة الخليج يصرح كل عضو فيها برأي مختلف، وكأنه لا توجد لوائح، ومسؤولو نادي النصر التزموا الصمت عندما حان وقت الكلام المباح، حتى بيانهم الذي أصدروه ناقض تصريحات الأمين العام، الذي يعتبر أكثرهم خبرة ودراية، فقالوا إنهم لم ينسحبوا لأنهم يعرفون اللوائح، وهذا الكلام غير صحيح، هم لم ينسحبوا، لأنه لا يوجد في البعثة رجل قيادي لديه الشجاعة لاتخاذ مثل هذا القرار، ولأن النتيجة في تلك اللحظة كانت من مصلحتهم.

أما هنا في السعودية، فمن الطبيعي أن تتباين ردود الفعل، فالنصراويون وجدوا ما يشغلهم عن سوء أداء فريقهم، خصوصا خط الدفاع الذي أثبت خطأ تسريح إيدير، فيما تعاملت أغلب، وليس كل، وسائل الإعلام مع الحدث، وكأن الطرف المهدر كرامته من واق الواق. وهذا الموقف غير مستغرب، فهذا إرث تاريخي لن يمحوه الزمن بسهولة، وإلا لو كان ناديا آخر لتحول الأمر إلى أزمة وطنية، يجب أن تعبأ لها الجهات الرسمية وغير الرسمية جميعها، ولوصل الأمر إلى ما لا يعلم به إلا الله عز وجل. كل هذا سيحدث بهمة الرجال وعزمهم، الذين يستشعرون أهمية ناديهم، ويعملون أكثر مما يتكلمون، أما رجال النصر إذا تحركوا فإن تحركاتهم لا تتعدى مداخله هاتفية، وقد تغلق السماعة قبل أن ينهي المتداخل حديثه. أقول إن تحركاتهم لا تتعدى إجراء مداخلة، هذا إذا تحركوا وأشدد على أداة الشرط إذا، وهنا يتجلى الفرق بين النصر والمنافسين!

أما عدم تدخل الجهات الرياضية الرسمية في القضية، أو على الأقل تسجيل موقف ضد ما تعرض له ممثل الوطن من إهانة، فلا أظن أن السبب سوى عدم وجود إعلام نصراوي يؤجج القضية كما تم تأجيج الوضع ضد قناة «أبوظبي»، بحجة عدم وجود محلل متعصب في القناة، ولو كان لدى النصر إعلام لربما تغير في الأمر الكثير.

وكان لا بد من الإشادة بالموقف العقلاني والنبيل من الأمير عبد الرحمن بن مساعد، رئيس نادي الهلال، الذي سبق أن وصفته - أي الأمير عبد الرحمن - هنا بصاحب أقوى شخصية رياضية في الوسط الرياضي، فرئيس الهلال بهذا الموقف أثبت أنه ليس كذلك فحسب، بل هو أيضا أذكى رؤساء الأندية السعودية وأكثرهم دهاء وثقافة.. لكن يبقى السؤال: أين رئيس النصر يا رئيس الهلال؟