لا داعي لها..!!

أحمد صادق دياب

TT

من الطرائف الخليجية التي اطلعت عليها مؤخرا ما قرأته في صحافة أمس عن إحالة ملف مباراة الوصل والنصر إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم.. غريبة أن لا نستطيع أن نحل مشكلاتنا، ولا نستطيع أن نفسر اللوائح التي وضعناها نحن، ولم نستطع فهمها، ولم نستطع أن نتفق في بيننا حتى على فهم طبيعة المواد القانونية المنظمة للبطولة وطريقة تطبيقها، وحتى نستوعب معا الحيثيات التي أدت إلى ذلك، إليكم النص الذي أوردته اللجنة المنظمة حيث أشارت «حولت اللجنة المنظمة لبطولة الأندية الخليجية الخامسة والعشرين القرار النهائي بشأن أحداث مباراة النصر والوصل في إياب البطولة إلى الاتحاد الدولي (الفيفا) للفصل في القرار النهائي، وقررت إيقاف إقامة المباراة النهائية لحين وصول رد الاتحاد الدولي وذلك بعد اختلاف أصوات المجتمعين على تطبيق وتفسير لائحة البطولة في اجتماع المنامة الطارئ أمس. وكان الاجتماع الطارئ برئاسة أحمد النعيمي أمين السر العام للجنة التنظيمية نيابة عن الشيخ سلمان آل خليفة رئيس اللجنة الموجود في أوروبا قد فشل في اتخاذ القرار النهائي رغم استمراره 4 ساعات شهدت مداولات متواصلة انتهت بالتصويت، حيث صوتت البحرين والسعودية مع تطبيق المادة 12 من اللائحة باعتبار النصر فائزا (3/0) وصوتت قطر والإمارات مع تغريم الوصل ونقل المباراة النهائية بينه وبين قطر القطري إلى ملعب آخر وغابت الكويت وعمان عن التصويت».

ربما كان هذا الاختلاف له جانبه الإيجابي أيضا، فهو مؤشر أكثر من قوي على أننا بحاجة إلى إعادة النظر في مدى أهمية وجدوى استمرار مثل هذه البطولات الإقليمية المحدودة الفائدة، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، الداعية إلى كثير من التناحر والكراهية بين أبناء المنطقة، وتحويل العلاقة بين الشباب إلى نوع من التنافس السلبي ومحاولة لإثبات أفضلية على الجار وابن العم.

أعرف أن هناك كثيرا من الأصوات الإعلامية لا تزال متعلقة ومرتبطة عاطفيا وتاريخيا ببطولات الخليج وتعتقد أنها جزء لا يتجزأ من التركيبة الخليجية الموحدة، وأي مساس بها يعني المساس بوحدة الخليج، المسألة ليست عاطفة بقدر ما هي نظرة واقعية، ما الذي يمكن أن يعود على الكرة الخليجية وليست السعودية من فائدة من هذه البطولات الإقليمية التي لا قيمة لها على المستوى الدولي أو حتى العربي.

ربما آن الأوان وتحققت الأسباب (بالشكل الذي لم نكن نريد لها) التي كنا نحتاج إليها لنخطو الخطوة الأولى نحو كتابة السطر المهم والأساسي والأولي في مسح هذه البطولات الخليجية مستقبليا وطيها في سجلات التاريخ المنسي، ونطوي صفحات الخلافات العميقة التي تسببت فيها هذه البطولات من بداياتها حتى الآن، بعد أن أدت المطلوب منها وانتهت من ذلك منذ زمن طويل.