«عقدة أوديب».. تعود في الأبطال؟!

هيا الغامدي

TT

كان من الطبيعي أن يتجاوز الثلاثي الآسيوي الشباب والهلال والاتحاد، فرق الوحدة والفتح والحزم، أول من أمس، بذهاب الدور ربع النهائي لكأس والدنا وقائدنا المفدى عبد الله بن عبد العزيز (حفظه الله ونصره)، فالشباب المستحوذ الأوحد على اللقب الغالي النسختين الماضيتين، تجاوز - بصعوبة بالغة - الوحدة الفريق المترابط المندمج والمنضبط تكتيكيا الذي لا ينقصه بصراحة سوى «تدعيم» خط المقدمة بمهاجم «بديل» ينهي الهجمة ويتوج مجهود زملائه اللاعبين كما كان يفعل (محياني) الهلال في السابق، أما الشباب فلا يزال فاقدا للـ«INTENSITY» (الشدِة)، وكذلك للـ«kinesthetic» (الحس الحركي) وبخاصة في ظل الغيابات والإصابات التي لحقت بأغلبية العناصر الأساسية مؤخرا في الفريق، والتي ينبغي على الشبابيين البحث بمسبباتها، وبخاصة أنها كانت قد أفرزت فريقا بعيدا تماما عن فريق الموسم الماضي الذي كان يقدم المستوى بالاقتران مع النتيجة، وإن كنت لأتساءل ما الذي أضافه وجود مساعد ندا وطارق التائب من (تأثير ملحوظ) وإيجابي، بالمقارنة مع التألق الواضح وضوح الشمس لفلافيو؟! ولماذا توارت ذهنية التائب وحساسيته على الكرة مع الشباب.. «فسبحان مغير الأحوال» تائب الشباب لا يمت بصلة ولا يقترب من تائب الهلال... كيف ولماذا؟!

الهلال والاتحاد تجاوزا خط البداية بنتيجتين ثقيلتين باتجاه - تصعيد وتوالي - تجميع نقاط الوصول لأبعد بسباق الأبطال، تلك البطولة التي يحكمه - حتى اللحظة - الشباب القبض عليها وتوطين علاقته بها، وإن كانت مؤشرات الوصول البيضاء لا تزال غير مطمئنة كما السابق، «فالثالثة» التي يود الشبابيون الإبقاء عليها ضمن قناعاتهم المتأصلة - بعقدة أوديب - ربما تتجدد برحلة الإياب ضد فرسان مكة الحبيبة وهم الذين أبلوا حسنا بذهاب المرحلة الأولية... وربما لا!! بالأمس (قمة) حال بيني وبينها (توقيت النشر).. فكيف انتهت؟!

اجتماعات الخليجيين.. (حيص بيص)!!

لم يخرج الاجتماع الخليجي الذي عقد في المنامة بنتيجة فاصلة (نهائية) سوى تلك التي أحالت القضية للنمط العربي المعتاد بالاجتماعات الطارئة، مع التأكيد على حقيقة مرارة (الاتفاق على عدم الاتفاق) بالشكل الذي أحال قضية «كزعبيل» للفيفا، فمائدة «الخليجيين» المستديرة تثبت وفي كل مرة فشلها في تحقيق نظرية الاستدارة الكافية وصولا لإثبات كروية المقاصد المطلوبة!! وفي الواقع لم نكن بحاجة لأحكام عرفية (مغايرة) لنص القانون أو حتى روحه، فقط كنا بحاجة (لإثبات عملي) على قدرة اللجان الخليجية على البت في القضايا العالقة باتفاق تجمعه وحدة الصف (برأي موضوعي) بدلا من خلال التقسيم بين (يمين ويسار)، فالحدث واضح من وجهة النظر المنطقية و(العقلانية) ولا يحتاج لالتباس أو (فيتو معارضة)، كما لا يحتاج لتلك الشوفينية التي تتجه لها وجهة النظر الأخرى لتغطية حقيقة واضحة وضوح الشمس إنصافا لأحقية ممثلنا في الحصول على حقوقه القانونية لما حدث في البطولة «التراثية» - عفوا الخليجية!!

إن إحالة الحادثة (لمحكمة) فيفا رأي عقلاني سيشكل (فصلا نهائيا) بالبت في قضية ينبغي تلافيها مستقبليا، ووالله إن خير مخرجاتنا من هذه البطولة كسعوديين لا التأكيد على اللحمة الخليجية لأنها من بعد حادثة - حلبة زعبيل - تأكد عدم وجودها وتدنت نسبها، ولكن من ناحية اللحمة السعودية التي ربما لا تحتاج إلى التأكيد على أنها موجودة في كل زمان ومكان - ولله الفضل والمنة - فو الله لو لم يخرج النصر من تلك الحادثة سوى بوقفة كل الأندية الخضراء و(تضامنها) معه كممثل للوطن لكفته! وسيبقى في أعيننا جميعا البطل (غير المتوج) والعارف لا يحتاج لأن يعرف!

[email protected]