فوضى الظهور الإعلامي

موفق النويصر

TT

شهدت حلقة يوم السبت الماضي من برنامج «الجولة» على «سبورت 7»، سقوطا مدويا آخر لمدير الكرة بنادي الوصل الإماراتي حميد يوسف، بعد سقطته الأولى في برنامج «في المرمى» على قناة «العربية»، حينما ذكر أن طبيب النصر استحق ما جاءه من الجماهير الغاضبة التي نزلت إلى أرض الملعب.

في حلقة «الجولة» كان من المفترض أن تكون مداخلة مدير الكرة بنادي الوصل للاعتذار عما بدر منه في برنامج «في المرمى»، إلا أن الضيف دخل في جدال طويل مع مقدم الحلقة عادل الزهراني وضيفه الإعلامي منصور جبرتي، فخرج من قضية الاعتذار السياسية ليقع في مطب تفسير نتيجة الأحداث التي وقعت، فانطبق عليه المثل الشعبي «جاء يكحلها.. عماها».

في الحقيقة، نموذج مدير الكرة بنادي الوصل الإماراتي أصبح موجودا، وبكثرة، في ملاعبنا، فهناك طابور طويل ممن تعج بهم الساحة الرياضية ويعتقدون خطأ أنهم مفوهون أمام كاميرا التلفزيون، وأن الحديث لوسائل الإعلام لعبتهم التي لا يجيدون غيرها، ولكن سرعان ما يكتشفون الحقيقة المرة، بأنهم غير مؤهلين للحديث لوسائل الإعلام أو لهكذا مواقف.

المفارقة أن بعضهم قد يقتنع بذلك ويحترم نفسه فيترك هذا المضمار لأهله، فيما يصر آخرون على مواقفهم، كحال مدير الكرة بنادي الوصل، الذي لم يحمل منطقا فيما قاله لـ«العربية» أو «سبورت 7»، فورط نفسه في قضيتين مختلفتين، ساهمتا كثيرا في توسيع هوة الخلاف بين الناديين الشقيقين.

على الطرف الآخر هناك الأمير الوليد بن بدر، عضو شرف نادي النصر السعودي، الذي يستحق بجدارة لقب «السندباد الفضائي»، حيث لا توجد أي قناة تلفزيونية تتحدث عن ناديه، إلا وتجده شاهرا سيفه مدافعا ومنافحا عنه، محصنا نفسه بالوثائق والأرقام التي تدعم موقفه، يصاحبها في ذلك لغته الهادئة المحترمة لمخالفيه، ومن دون الانتقاص منهم.

نموذج الأمير الوليد مشابه جدا لأسلوب الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال، حيث يتفقان في تقديم وجهة نظرهما بمنتهى الهدوء والإقناع، مع عدم إغفالهما لقناعات مخالفيهما، وإن كان الثاني يختلف عنه في ظهوره المحدود لعدد من الفضائيات.

أستحضر هذين النموذجين في كل مرة يقودني فيها حظي العاثر لمتابعة بعض ممن ابتلي بهم الوسط الرياضي، سواء كانوا مسؤولين رياضيين أو محسوبين على الوسط الإعلامي، أو لسماع أولئك الذين يتجشمون عناء الاتصال بالقنوات الفضائية للرد على استفسار معين يشغل الشارع الرياضي، فتكون النتيجة أن تقول «ليته لم يتصل»، فلا هو بالذي أكد الخبر ولا بالذي نفاه.

الأكيد أن الوسط الرياضي يعاني من فوضى إعلامية، ويحتاج لكثير من العمل الاحترافي للنهوض به، ولعل البداية تكون من الأندية التي يجب أن تقدم أسماء تمثلها، تمتلك الحجة والإقناع عند الحديث، بدلا من اعتمادها على أشخاص لا يملكون سوى الانتماء، وأقل ما يمكن قوله عنهم إنهم مشجعو مدرجات، ومن أراد أن يتأكد من جدية حديثي هذا، فليراقب بعض من يطلون علينا مع البرامج الرياضية للدفاع عن أنديتهم.

[email protected]