التطرف الرياضي

فيصل أبو اثنين

TT

عندما أعلن عن المؤتمر الذي يحمل مسمى «تطرف الفكر والفكر المتطرف»، الذي يجمع نخبة من العلماء والأدباء والمفكرين لعلاج داء العصر الحديث (الإرهاب)، كنت آمل من القائمين عليه توجيه الدعوة إلى المنتمين إلى الوسط الرياضي من مسؤولين وإعلاميين ونقاد للمشاركة في هذا الحدث العالمي والاستفادة من جميع الأوراق المطروحة والحلول المقدمة خلال هذا المؤتمر النادر، فالوسط الرياضي كغيره من الأوساط يعج بالكثير من الأفكار المتفاوتة بين الصالح والطالح، مما يؤثر على عقليات المنتمين إلى الكثير من الأندية السعودية، التي تتأثر بما يطرح في الإعلام ويكون له آثار جسيمة في التعاطي مع تلك الأحداث. ولعلنا في بداية الموسم الرياضي حذرنا من التهاون مع تلك التجاوزات اللفظية أو اليدوية التي راح ضحيتها الكثير من الجماهير أو من الأطفال الحاضرين، الذين تفاجأوا بحدوث تلك الأحداث في بلد مسلم يطبق الشريعة الإسلامية، ولكنه ولله الحمد ليس عاما، فالوسط الرياضي السعودي تجاوز في أحايين كثيرة لغة الحوار الراقي ولغة الاختلاف إلى لغة السبّ والشتم والتهديد حتى وصل الأمر إلى الاعتداء!! فهل نحن ننتظر حتى نصل إلى ما وصلت إليه الأحداث في كثير من الملاعب العالمية من ضرب وتكسير وتخريب وقتل؟! أم نسعى إلى وضع الحلول المناسبة والفعالة التي تمنع حدوث تلك الأحداث؟

فالمتابع للتلاحم الوطني بين الأندية السعودية في حادثة (زعبيل) يعجب أشد الإعجاب بتلك اللحمة ويفاخر بها، ولكن على النقيض يتمنى تواصلها على المستوى المحلي وأن تكون أولى بين أبناء الوطن الواحد وأن تساعد على الترابط والإخاء والمحبة، ويكون الوطن هو الهدف الأسمى والأغلى بعيدا عن العواطف والانفعالات، فالجميع سواسية والجميع مسؤولون عن تصرفاتهم، فبالأمس القريب وقع رؤساء الأندية السعودية ميثاق الشرف في ما بينهم، وبعد أيام قلائل كانوا أسرع على خرقه قبل أن يجف حبره!! ولعل المغذي الرئيسي لتلك التعصبات هو بعض العقليات التي ابتلي بها الوسط الرياضي تحت مسميات إعلامية أو إدارية أو أعضاء شرف أو منتديات ظلامية يكتب فيها الكثير من الأسماء المجازية، التي يخجل أصحابها من كتابة أسمائهم لأنها تكشف حقيقة أفكارهم ومستوى أطروحاتهم. ولكن الأمل في نشر ثقافة الحوار وأهداف الرياضة السامية والوطنية الحقة، وقبل هذا وذاك مبدأ الأخوة الإسلامية الحقيقية بين أبناء الوطن الواحد.

للفائدة:

قال رجل للمهلب بن أبي صفرة: بم أدركت ما أدركت؟ فقال المهلب: إنما أدركت ما أدركت بالعلم. قال الرجل: ولكن غيرك قد علم أكثر مما علمت ولم يدرك ما أدركت! فقال المهلب: ذلك علم حمل، وهذا علم استعمل. وقد قال الحكماء: العلم قائد، والعقل سائق، والنفس تذود. فإن كان قائد بلا سائق هلكت، وإن كان سائق بلا قائد أخذت يمينا وشمالا، وإذا اجتمعا أنابت طوعا أو كرها.