لماذا غيريتس دون غيره؟

موفق النويصر

TT

يبدو أن الهلال وجهازه الفني بقيادة البلجيكي إيريك غيريتس، مقبلون على موجة جديدة من الإلهاء، خاصة وأن ما تبقت لهم من بطولات تحتاج لكثير من التركيز وصفاء الذهن لتجاوزها بنجاح.

فبعد جولة المفاوضات الأولى مع منتخب ساحل العاج، التي انتهت بالرفض من قبل المدرب البلجيكي، عاد الحديث مرة أخرى في هذه الأيام عن تدريب السيد غيريتس للمنتخب المغربي.

غيريتس الذي أعلن بعد نهاية مباراة فريقه مع الفتح في الأحساء أنه باق مع الهلال حتى نهاية عقده، وأنه سعيد بالأجواء التي يجدها من الهلاليين، يجعلنا كمتابعين نتساءل: لماذا غيريتس، دون غيره من المدربين الموجودين في السعودية، من تأتيه العروض الخارجية؟

الأكيد أن السمعة التدريبية الرائعة التي سبقت غيريتس وجهازه الفني، هي من قادت الإدارة الهلالية للتعاقد معه. والأكيد أيضا أن النتائج الكبيرة والمستويات العالية التي يقدمها الفريق الهلالي بقيادة مدربه الداهية في جميع المباريات التي يشارك فيها، سبب آخر تجعل الأنظار تتجه نحو الهلال ومدربه.

يؤكد ذلك السجل التهديفي للفريق حتى الآن، حيث سجل الهلال مع غيريتس 110 هدفا، بواقع 56 هدفا في بطولة دوري «زين» للمحترفين، و28 في كأس الأمير فيصل بن فهد، و8 في كأس ولي العهد، و8 في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، و10 في دوري أبطال آسيا، والغلة قابلة للزيادة فيما تبقى من مباريات آخر بطولتين.

المفارقة الجميلة في «هلال غيريتس» أن جميع اللاعبين، السعوديين والأجانب، المصابين والعائدين من الإصابة، الأساسيين والاحتياطيين، زاروا على الأقل مرة واحدة مرمى الخصوم، كان آخرهم المدافع الكوري لي يونج، الذي أحرز هدف الفوز في اللقاء الآسيوي الأخير أمام الأهلي الإماراتي، فيما تنتظر الجماهير الهلالية من الحارسين محمد الدعيع وحسن العتيبي أن يسجلا فيما تبقى من مباريات.

وهي حصيلة تظهر حجم العمل الذي قام به غيريتس ومساعدوه مع الهلال، من تخفيف الضغط عن لاعبي الهجوم، بصفتهم هدافي الفريق، ونقل ذلك للخصوم، كونهم سيراقبون جميع لاعبي الهلال، المؤهلين للتسجيل في أي وقت ومن أي كرة.

غيريتس الذي حمل نفسه مسؤولية تراجع مستوى الفريق في الجزء الثاني من المباراة، وبخاصة في المباريات الأربع الأخيرة مع الاتحاد في بطولة الدوري، والأهلي الإماراتي (ذهابا وإيابا) في الآسيوية، والفتح في كأس الأبطال (إيابا)، نجح في مباراته الأخيرة أمام الفتح (ذهابا) في معالجة ذلك، كمقدمة للأسلوب الذي سينتهجه في الآسيوية وباقي مباريات كأس الأبطال، حين لعب بأسلوب متوازن طوال دقائق المباراة، خلافا لما كان عليه الفريق في السابق، من اعتماده الكرة السريعة الضاغطة من بداية المباراة، لإفقاد الخصم تركيزه بأكبر عدد ممكن من الأهداف، فنجح بتكتيكه الجديد من تحقيق خماسية ولا أروع، كانت قابلة للزيادة، دون التفريط في أي من دقائق المباراة للخصم.

لذلك فالإدارة الهلالية مطالبة بالاستفادة قدر الإمكان من مدربها الحالي، وتهيئة كل السبل الكفيلة بنجاحه في البطولات التي يشارك فيها، وأن تضع نصب عينيها بديلا آخر لا يقل كفاءة ومهارة عنه، إن رغب غيريتس في نهاية عقده وتجربة نفسه في مكان آخر، حتى تستثمر النجاحات التي حققها فريقها حتى الآن.

[email protected]