«ساعة زو»

مساعد العصيمي

TT

كتبت صحف عربية نقلا عن «واشنطن بوست» الأميركية مقالا.. هذا جزء منه: «هو زو جيونغانغ، مسؤول سابق في مدينة نانجينغ، حكم عليه بالسجن 11 عاما، في 2009. وسبب الحكم انتشار صوره، وعلى معصمه ساعة يد ثمنها 25 ألف دولار، اجتاحت بعدها المدونات الإلكترونية الصينية موجة احتجاج واسعة يتساءل فيها المدونون عن مصادر دخل زو من جراء هذه الساعة الثمينة التي يرتديها.. فبادرت الحكومة إلى التحقيق في الأمر، واكتشفت أن زو تقاضى 200 ألف دولار رشاوى، فطرد من منصبه، ونظر القضاء في قضيته، وسجن، واكتشف التحقيق بعد ذلك أن ساعة اليد التي كانت وراء تسليط الضوء على زو مقلدة، وغير أصلية».

انتهى ما نقلناه.. وساعة زو المقلدة تذكرنا بكثير من قضايانا التي نكتشف بعد سلقها وتمحيصها ومن ثم نشرها أنها من التفاهة بمكان أو كما يقول العرب.. «الفخ أكبر من العصفور»، لأننا كعادتنا نبحث عن النتيجة ونتجاهل الضحية.. وبلا شك فإن فحوى القضية الصادرة الآن حول أحداث زعيبل، في المباراة التي جمعت النصر السعودي والوصل الإماراتي، لا تعبر عن شأن مهم تدلق من أجله الأحبار.. وتشد الرحال.. ويكلف المحامون.. هي بطولة ودية وفي جدولتها ضعف وفي تثبيتها اختلاف، ناهيك عن كيفية ترشيح المشاركين لها.. بل إن قيمتها البطولية رخيصة جدا، والمعنى أن الإثارة ورد الفعل الذي بلغته حادثة زعيبل، كان أكبر من البطولة نفسها، وعليه فإني أشبهها بالساعة التي أكتشف بعد التحقيقات والاعترافات والرشاوى بأنها ساعة مزورة.. لا أكثر..

هذا ما يخص البطولة.. لكن ماذا عن الضحية؟ فمن جهتي، أؤمن أن لقيمة الإنسان شأنا أكبر من أي بطولة، ولا أخال الطبيب اللبناني إلا ضحية. وعليه، كنت أتمنى أن يكون هو محور القضية وأساس النقد فيها.. لأنه أهين، وأي إهانة كانت.. لكن أن نبحث عن إنصاف نتائجي من «ساعة زو» المزورة.. فلن أبالغ إذ أقول بأننا خضنا في المكاسب وتركنا الحقوق.. وعليه، لم يكن شأننا أن نتحدث عن تنظيم أندية العالم.. كما أشار مسؤول سعودي.. ولم يكن جديرا أن يجرد مسؤول إماراتي عضوا بحرينيا في تنظيمية الخليج من الأمانة، لأن هناك فعلا كان جديرا أن نقرأه من الناحية الإنسانية، لا النتائجية.. لكن حسبنا أننا تعودنا أن نبحث عن «كيف نكون منتصرين؟». وعليه، فلم يكن غريبا أن نعلن رسميا مدى الوطنية والشكيمة اللتين تمتع بهما الأمين العام أثناء الاجتماع.. وفي الجانب المعاكس، أن نجعل من مرتكز القضية والمظلوم الوحيد فيها الطبيب، ركنا ضعيفا يتم تجاهله، أو حتى الغمز في مصداقيته كما فعل بعضنا.. لكن حسبنا في النهاية أننا جميعنا لم نحسن التقدير لقيمة «ساعة زو».

[email protected]