الركض نحو الكأس الغالية

عبد الرزاق أبو داود

TT

في المسابقة الأغلى في كرة القدم السعودية، حيث التنافس على الفوز بكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، يكون بالأمس قد اكتمل عقد فرق الأربعة التي ستسعى للظفر بالكأس الملكية الغالية، فقد تأهل الشباب والاتحاد بعد تغلبهما وبصعوبة على كل من الوحدة والحزم، وتخطى الهلال فريق الفتح الذي قدم مستويات لافتة هذا الموسم. وبالأمس كان لقاء الإياب بين الأهلي والنصر بعد أن تخطى النصر الأهلي بـ3-0 ذهابا وقدم النصر مستوى جيدا، وسجل الأهلي تراجعا ملحوظا، وأضاع عددا من الفرص الخطيرة التي كان استغلالها قد يغير مجريات اللقاء. حتى كتابة هذه الأسطر بالأمس لا نعلم ما آل إليه لقاء الإياب بين النصر والأهلي في الرياض، ونتصور أنها كانت «معركة» حامية الوطيس إذا ما أراد الأهلي العودة إلى المنافسة، وواصل النصر أداءه الكبير، وكرر الفوز أو التعادل مع الأهلي، أو قلب الأهلي كل معطيات اللقاء التي يصب معظمها في صالح النصر أداء وروحا وأرضا وجمهورا و3 نقاط مستحقة.

الأهلي في حاجة -بالأمس- إلى بذل جهود مضاعفة وتغييرات كبيرة في أدائه وروحه القتالية وحركته البطيئة، واستبدالها بروح وعزيمة قوية لكي «يعادل» فريقا طموحا قويا لا يعرف الاستكانة أو الانكماش، ولديه مدرب يجيد قراءة تحركات الخصم ويحظى بقبول كبير من لاعبيه.

اتضحت الصورة في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين. وصل الشباب والاتحاد إلى دوري الأربعة، وسيلتقيان في جولتين حاسمتين ستكونان عامرتين بالكفاح وفنون الكرة، يتأهل المنتصر فيهما إلى لقاء القمة. أما جولة النصر والأهلي بالأمس فلم يكن من الممكن التكهن بنتيجتها، على الرغم من أن المعطيات تشير إلى أن فرص تأهل النصر أكبر من فرص الأهلي، فإن المجنونة لا تعترف بهذا في أحيان كثيرة، ولعل لقاءي مانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ الأخيرين يقدمان لنا درسا حول طبيعة كرة القدم، فبعد خسارة المان 2-1 بميونيخ عاد وتقدم 3 -صفر على ملعبه ثم خسر مجموع اللقاءين عندما سجل الألمان هدفين أهلتهم للدور التالي في بطولة أوروبا.

في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين سيكون الاتحاد في مواجهة الشباب في منافسة حامية بين «ندين» قويين، وسينتظر الهلال المتأهل من لقاءي النصر والأهلي في مقابلة لا تقل سخونة عن اللقاء الأول.

ترى من سيحظى بشرف التأهل لنهائي الكأس الملكية الغالية؟ سؤال لا يمكن الإجابة عليه إلا بعد أن نستمتع بلقاءات جولة الأربعة الأقوياء، وعقبها سيكون مسك ختام موسم كرة القدم السعودية، الذي كان حافلا بكثير من الإيجابيات وبعض الثقوب والأخطاء هنا وهناك، ولكنها لا تؤثر بشكل كبير على نجاح الموسم الكروي السعودي لهذا العام.

أمنياتنا الصادقة لفرقنا الأربعة التي وصلت إلى هذه المرحلة بالتوفيق والنجاح في تقديم مستويات تليق بالمسابقة الغالية.