مباراة العالم «الأولى»

عادل عصام الدين

TT

بدأت في الاستماع إلى وصف مباريات كأس العالم لكرة القدم عام 1970 «عبر الراديو»، وأرى أنني الوحيد من أطفال الحي الذي تابع الاستماع لوصف موسى بشوتي وأكرم صالح - يرحمهما الله - منذ وقت مبكر. قبل 25 عاما تقريبا كنا نتابع بعض مباريات المنتخبات والأندية العالمية، وإن كانت أغلب المباريات مسجلة. المباريات المحلية كانت تأتي أولا وبفارق كبير عن المباريات العالمية أيا كان الطرفان المتنافسان. قبل يومين.. لم أجد مكانا لأشاهد مباراة العالم «الأولى» ريال مدريد وبرشلونة. وقد اتصلت بأحد «المقاهي» الشهيرة فأخبرت بأن المواقع محجوزة من العصر. تذكرت على الفور ملعب الصبان بجدة. كنا نذهب بعد صلاة الظهر مباشرة. نتحمل حرارة الشمس انتظارا لمباراة الاتحاد والأهلي التي كنت أراها هي مباراة العصر.. ومباراة العالم «الأولى»، وسعيد غراب هو نجم العالم الأول. في ظل «القرية الكونية».. عفوا «الغرفة الكونية».. صارت بعض المباريات «كونية»، ولم أعد أستغرب حين يسألني أحد أبناء الجيل الحالي:

ما هو ناديك المفضل؟ وعندما أختار ناديا محليا يبادرني مستغربا: أقصد ناديك العالمي. صادفت كثيرين ممن تكون إجاباتهم على الفور: برشلونة أو الميلان أو ريال مدريد أو مانشستر يونايتد. بات «الفارق» كبيرا بين المشاهدة العالمية، والمشاهدة المحلية، ولا أبالغ إن قلت إن نسبة من يشجعون الأندية العالمية أكثر من الذين يشجعون الأندية المحلية. وكما عانينا ونعاني من المتعصبين للأندية المحلية بدأنا في مشاهدة «المتعصبين» للأندية العالمية. في مباراة ريال مدريد وبرشلونة التي انتهت بفوز فريقي الإسباني المفضل انقسم رواد المطعم إلى «قسمين» كما هو متوقع. حماس وإثارة وتصفيق واهتزت المدرجات.. عفوا «الكراسي».. عندما حول مدير المطعم «زر التعليق» إلى عصام الشوالي بدلا من يوسف سيف. عصام الشوالي هو الأفضل والأكثر جاذبية وإثارة، لا سيما أن يوسف سيف يخرج كثيرا عن أجواء المباراة ويثرثر كثيرا، بل ويتعالى على المشاهد على عكس بداياته الجميلة. وأسأل الخلوق يوسف:

ألا تعرف أن بعض المشاهدين لا يعرفون كل الأسماء؟!

الشوالي في نظري هو الأول عندما يلتقي عملاقان مثل برشلونة وريال مدريد، أو الإنتر والميلان، بيد أنه يصبح الأسوأ حين يعلق عربيا. في المباريات العربية خاصة عندما تكون الأطراف سعودية أحس وكأنه يعلق على مباراة غير التي نشاهدها. يبالغ ويصرخ ويمدح إلى درجة السماجة، ويستغل عواطفنا وانفعالاتنا على نحو مثير للسخرية. يبدو أن الشوالي، بإيقاعه السريع ومفردات المديح والمعلومات الجيدة، لا يصلح إلا للتعليق على المباريات العالمية الكبيرة. ربما يأتي يوم ونرى فيه «روابط» المشجعين السعوديين في «الاستادات» التي تجمع برشلونة وريال مدريد.. والميلان واليوفي والمان يونايتد.. كرة القدم قد «تجمّع» وقد «تفرق»!!

وأختم: شفت ميسي «إيش سوى»؟

«خلى كاسياس يتلوى»!!!

[email protected]