ننشد عن (الهلال)...هذا هو الحال؟!

هيا الغامدي

TT

محليا.. ربما كان الهلال الموسم الحالي (الاستثناء) الوحيد، وربما الموسم الحالي استثناء الهلال من المواسم، ليس محليا فحسب وإنما بالميدان الخارجي، بقربه والتصاقه - بعين الرضا - التي هي ليست بكل الأحوال عن كل عيب كليلة! فحتى إن اقتنع الهلاليون بأن إرضاء عشاقهم غاية لا تدرك، إلا أن واقع الحال لا يقترب من قناعة كهذه وإن توالت النتائج، إلا أنها أصبحت تأتي كحد أدنى للمطلوب، ومن يتفحص كيمياء الفوز الأزرق يجد به الكثير من الثغرات والثقوب بمتوالية تخفي أسبابا عدة وإن ترجمت - ظاهريا - بالعكس؟!!

فالآسيوية التي يحلق الهلال بسمائها - كمتصدر - لمجموعته، نعم هو يحقق المبتغى كأرقام تصعد به لأعلى، ولكن كمستوى لا يزال بعيدا عن المطلوب. فالمتعة والانسيابية، التي كان قد تعود كتابة فصولها بالميدان، وإن اختلف الوضع بالداخل وكأن الفريق يملك - تشيزوفرينيا - تعاطى مع الاستحقاقات، غير أن المهم والأهم بالعين السعودية - الخارج - الميدان القاري، فالتوقيت الذي يعمل فيه الهلال وينتج ويخرج أفضل ما لديه - محليا - مستوى وناتجا، ينبغي مواءمته - خارجيا - حتى إن جاءت النتائج مغايرة للبقية - آسيويا - بالمقارنة بالثلاثي المعتل، وحتى إن كان العود لا يساوي حزمة، إلا أن المستوى ابتعد مؤخرا عن الأداء.. والمتعة، بمعنى أنه بات يقع بمصيدة (النتائج المعلّبة) والتي لا تأتي معها القيمة الفنية ولا الأداء الحيوي المطلوب، وأخشى ما نخشاه استمرار المتوالية الزرقاء على المنوال ذاته، فهل يبقى الحال يا هلال كما هو الحال!؟

فأوتوجينيكيا... وبمقاييس يلمسها القاصي قبل الداني، الهلال ينافس ذاته.. صحيح، بالحضور والتفاعل بإيجابية مع الاستحقاقات، ولكن هل تكفي المشاركة وحدها والوصول بعيدا ببطولة ما من دون تحقيقها؟! معروف أنه ليس المهم الصعود إلى القمة ولكن الحفاظ عليها!! خاصة إذا ما جاءت، كما هو الحال مع الهلال، النتائج - باردة - مثلجة - معلبة - وبتأثير المواد الحافظة والتي أبعدتها عن المستوى المعروف عن القائمة الهلالية، التي باتت حاليا تتضح عليها وضعية المزاج المنخفض ونقص الترابط الذهني والهرموني، بعد أن باتت أغلبية العناصر الديناميكية تبني من حولها - جدرانا أسمنتية عازلة - هذا عدا التوتر والانفعال الذي هو في الهلال حدّث ولا حرج، حتى إن كانت الأمثلة العالمية جميعها تشير إلى نوبة انفعالية تسود الأوساط جميعها بلا استثناء بميدان كرة القدم، ولكن - لكن - لا يجب أن نتعامل دائما مع الأمور ذات التعامل على الوجهين (السلبي/والإيجابي) بالطريقة نفسها، وخاصة إذا ما أدركنا خطورة تأثير ذلك سلبيا على ناتج الميدان!

ويا سبحان الرحمن! كم أن الأيام متقلبة ومستديرة! ومجريات المستديرة تقودها انفعالات غيريتس مجددا لتكرار مشهد ما وراء القضبان، الذي كان قد وقع فيه كوزمين، الحقبة الهلالية الماضية!! تدور الدوائر على مدرب الهلال الحالي وأمام المدرب السابق ليقود الفريق مجددا من وراء الحواجز..!!

جميعنا يدرك تداعيات متوالية نفسية كتلك، لكن ما نتمناه أن لا تستمر تلك الموجة الانفعالية التي لم تكتف بالميدان لتقفز لما هو خارجه وتؤثر على القائد الفني، الذي هو بكل الأحوال ينبغي أن لا يتجاوز حدوده - كريموت كونترول - للفريق، فلماذا أصبحت أعصاب الهلاليين تغلي على تنور ساخن؟! مع أن كل المؤشرات منطقيا تفضي لخير؟!! ولا حاجة لنفسيات سلبية تكون معها في الصيف قد ضيعت اللبن...!

[email protected]