نصدق.. مَن؟

مساعد العصيمي

TT

لا أعلم.. لكن هذا ما بدا لي.. ولآخرين كانوا إلى فترة قريبة يعتقدون أننا بتنا في محل قدرة تنظيمية متميزة لملاعبنا.. تلك المنطلقة من التقنية العالية الجودة.. بوابات إليكترونية، تذاكر ممغنطة، تنظيم جماهيري متميز.. وفوق كل ذلك، وحسبي أنه الأسهل في الأمر كله، عدد الجماهير الحاضرة وحصر ذلك نهائيا دون شك أو مواربة.

لكن من قرأ «الشرق الأوسط» عدد أول من أمس الخميس، وتحديدا حوار مدير ملعب الملك فهد الدولي المهندس سلمان النمشان، يجتاحه العجب من فرط عدم القدرة على تحديد عدد الحاضرين للملعب خلال لقاء السد القطري بالهلال.. وأحسب أن مراقب المباراة المعني بتسجيل عدد الحضور لنقله للاتحاد الأسيوي قد طاله العجب أيضا.. نؤكد ذلك ومدير الملعب يقول عن عدد الحضور إنه يتراوح بين 23 ألفا و25 ألفا رغم أن ما قدم رسميا للمراقب يحمل رقم 17 ألف مشجع فقط.. وعليه، أي تباين هذا الذي نحن عليه! فإن كان النمشان المدير المعني بالملعب لا يعلم الرقم الحقيقي.. حق لنا أن نسأل إلى ماذا استندت شركة «موبايلي» وهي تعلن رقم الـ17 ألفا.. والسؤال الأهم.. أين أخفيت الثمانية آلاف المتبقية؟!.. وبين هذا وذلك، ما هي ماهية الضبط المعتمدة.. هل هي خاصة بحركة إصبع السبابة المتنقلة للعد المباشر أم أن الأمر آلي تضبطه بوابات الدخول.. أم أن للتذكرة عنوانا اليكترونيا وكعبا حقيقيا قادرين على الضبط والتحديد دون أي لبس.

وأسأل: هل شاهد المعنيون لدينا ملاعب آسيا.. وأثناء المباراة وتحديدا خلال النصف الثاني من الشوط الثاني تعطيك رقما حقيقيا لعدد الحضور.. ملاعب قطر تفعل ذلك والإمارات وكل من له شأن الضبط والربط.. أما نحن، فبين الـ17 والـ 25 بون شاسع.. وعليه فلا بأس إن تضررت أنديتنا من تبعيات ذلك.. والأمر لا ينطبق على الرياض، وأحسب أن جدة وغيرها في الشأن نفسه.. فمن نظر إلى مدرجات ملعب الملك فهد خلال المباراة المذكورة ووفق التصنيف الذي ذكره النمشان لهذه الجريدة يجد أنه من غير المقبول أن يظهر لنا من يقول أن العدد هو المذكور.. لكن غير المقبول أكثر أن يكون مدير الملعب.. لا يعلم بالتحديد، أو أن تكون الشركة الراعية لا تعلم أيضا!

من جهتي أعتقد أن المسؤول هو اتحاد الكرة.. بمسؤوليه جميعا.. فإن كان الأمر لا يهمهم.. فأعتقد أنه يهم الكرة السعودية المتطلعة للرقي، المنطلقة نحو آفاق تقنية أفضل بحضورها وقيمتها.. بل وحين مقارنتها وتفضيلها آسيويا.. وعليه فلن أجادل.. ولن أنبس ببنت شفة.. وحتى لن ألوم الاتحاد الآسيوي وهو يعلن أرقاما نرى أنها لا تعبر عن الجماهير السعودية.. لن ألومه لأن المعنيين لدينا لا يعنيهم عدد الحضور.. والتذاكر المباعة والمسترجعة.. ما دام أننا قد ضبطنا السياج عاليا ولم يدلف إلى ساحة الملعب خلال أي مباراة إلا رئيس النادي وثلة بسيطة معه لا تتجاوز العشرين، جميعهم يقطعون الملعب بالعرض بثيابهم و«غترهم».. في منظر لا يمت للتنظيم بأي صلة!

[email protected]