(مونديالي).. بمواصفات ومقاييس محلية!؟!

هيا الغامدي

TT

إذا كان «رضا الناس غاية لا تدرك» مثلا ينطبق على بعض المواقف الحياتية، فمن باب أولى أن ينطبق ذلك على قضاة الملاعب (حكام كرة القدم)، وإذا كان من الصعوبة «الاستحالة» اتفاق طرفين على حيادية حكم فإن اتفاقهما على إخفاقه قد يكون (إنصافا) له أحيانا!! وفي (ذهاب) نصف نهائي الأبطال بين النصر والهلال كانت المجريات تسير على ذات المنوال، فالحكم المونديالي خليل جلال رغم حضوره الدولي القوي واختياره المستمر لقيادة المنافسات المهمة بميادين كرة القدم العالمية، فإن البعض لا يزال يقيده بأغلال المواصفات والمقاييس المحلية!! بوقت ربما يكون هو نفسه من أقحم ذاته بهكذا مطب بدائي جدا، غريب أن يجد الطريق لذهنية كعقليته، والتي يفترض أن تكون كثرة المشاركات الدولية قد صقلتها وزادتها (نضجا وخبرة) عن الانزلاق لهوة - مبدأ التعويض - والتي إذا وضعناها بإطار الافتراض نكون قد مارسنا مع المقصود «نكوصا اعتباطيا»، وإن صح فربما يؤخر معه تلك الذهنية المونديالية ويذهب بها إلى الحضيض!!.

وبخاصة إذا لم تجن من وراء ذلك رضا أحد من الطرفين، سواء باحتساب أو عدم احتساب قرارات واضحة وضوح الشمس في رابعة سماء الرياض بنهار صيف عابر!! ولكن..؟!

لكن من ذا الذي لا يخطئ وأفضل الحكام..(أقلهم أخطاء)؟؟!.. يا هؤلاء، لماذا تجعلون من لعنة حضور الأجانب سياطا تضربون بها كل محاولة لتجديد الثقة بحكامنا؟؟!؟ لماذا أخطاء الأجانب متقبلة وأخطاء حكامنا (كوارثية) ومبيتة مسبقا؟!؟ أليس بذلك الاعتقاد ترويج - تسويق - لأفكار قد تشحن معها الجو الرياضي العام - أكثر - مما هو مشحون حاليا، ومنافس لدخان وأبخرة بركان آيسلندا؟؟!!

ففي كل مرة يعود التحكيم المحلي للواجهة نعود لذات التساؤل، إلى متى ستبقى كرامة الحكام المحليين بمتناول فتوات تصريحات... «حارة كل من لسانو إلو»؟!؟ فمن بعد كل تلك التصريحات اللا مسؤولة والتي أحالت الدنيا صراخا ونحيبا ضد حكام ديربي الرياض الأخير، فليس غريبا أن يمارس الشحن والتوتر عاداته بالمدرجات وخارجها، إذا كان قدوة الشباب (المراهقين) يمارسون الاعتراض والشتم والركل عيانا بيانا بدون رادع صارم -قاس - كقسوة رصاص الكلمات الطائشة هنا وهناك من كلا الطرفين، وبصراحة... «عظم الله أجر الروح الرياضية» بهكذا أخلاقيات تصدر من أناس محسوبين على الوسط الرياضي، فالبعض لا يكتفي بالمستوى السيئ ميدانيا بل يمارس الإسقاط على الجدران الهبيطة ليجعلها (مرمطون) لسلبياته، ومن الأقرب للتفريغ عليه بالطبع -الحكم المحلي - صدق من قال (شين وقوي عين).... يا هؤلاء احترموا عقول الناس فالبصائر ليست بالكفيفة والكاميرات ترصد!!؟!

نتمنى أن لا تستمر تلك السقطات التي رأيناها ليل الأربعاء الفارط وعلى الحكام المحليين احتساب القرارات المستحقة على أي كان بعيدا عن عواطف وحساسيات الزمن الغابر، فلسنا بميدان تعويضات نفسية لجهة على حساب جهة، ضعوا مخافة الله نصب أعينكم، واتركوا الباقي على اللجان التي يجب أن تستفيق لحماية كرامة وإنسانية منسوبيها - قضاة الملاعب - فالحكم يا ناس مربٍّ وولي أمر، فهناك الأب والأخ والزوج والجد، ورب كلمة تقول لصاحبها «دعني من فرط الحياء والخجل»، غير أن الغريب والعجيب أن يأتي ذلك ممن يحسب انتماءه لقوائم العقلاء - وبالمناسبة - هم قلة بقيادة قارئ النوايا الخفية.... ارحمونا وارحموا أنفسكم - يرحمكم الله - من قراءة نوايا وذمم الناس المباشرة والمبيتة!!

[email protected]