مَن يُقصي من؟

مساعد العصيمي

TT

لا بد من الاعتراف بأن الوضع الجاري في الأندية السعودية مخيف لدرجة أننا بتنا نخشى على الثابتين الملتزمين الذين حضروا للعمل الجاد والإفادة، نخشى عليهم أن تأخذ الموجة بلبابهم وبعدها نخسر مثاليين أرادوا نشر العمل الطاهر في الأندية.

نقول ذلك لأن كثيرا من الأندية عبر إدارييها قد آثرت التعامل وفق المصلحة، هي مصلحة تنزح إلى الفوضى والتنابز والإشكالات، بل وتحقير الآخر، فلم يعد هناك أي أهمية تذكر لأخلاقيات التعامل، والقيم الرياضية المثالية.

ووسط هذا فإننا ما زلنا متفائلين أن هناك من هو قادر على أن يقبض على الخطاب الرزين، ويتعامل وفق الأساسيات المبنية على الاحترام.. لكن هل سيترك في حاله.. وسط الهمز والغمز الدارجين؟ في واقعنا الرياضي سيكل ويمل كثيرا من يؤثر التعامل الرزين.. ليس إلا لأن هذا الوسط لن يتركك في حالك.. لأنه وسط يعتقد أن الربح يأتي عن طريق الشحناء وإثارة التنافر.. ليبقى صاحبنا أمام التيار الجارف حتى يبلغ الملل منه مبلغا كبيرا، فإما أن يرمي أوراقه ويغادر هذا الوسط... وإما أن يشمر عن ساعديه ويبدأ المواجهة.

لن نتجاوز الحقيقة حين نقول إن هناك من يستطيع أن يمسك بزمام رزانته.. ويعقل لسانه.. لكن أجزم أنه سيعاني.. لأن الوضع لن يسمح له.. ناهيك ببعض منتمين إلى ناديه ممن يرون في هدوئه تخليا عن واجب الدفاع المقدس.. ذلك الدفاع الذي لا بد أن يحتوي على بعض من عبارات التشكيك والانتقاص من الآخرين والعبث بأسمائهم وأسماء عائلاتهم!

سيعلو الصوت الذي يحاصر الرئيس المثالي: كُن جسورا مقداما.. أفرغ جعبتك.. قل كل ما يقلل منهم.. شكّك في عملهم.. اضرب صفقاتهم.. اشغلهم واشغل القنوات التلفزيونية بالحديث عنهم.. ولا شأن لك بتحقيق البطولات.. لأنها لا تُفرح بقدر ما يُفرح جعل المنافس العتيد متألما مشكوكا في عمله!

ثمرة القول أنني لا أدعوا إلى ذلك.. لكن في النفس بعض فرحة لأن بين إداريينا من يصعب عليه تقبل هذا المنظور أو العمل في إطاره، لرجاحة عقله وقدراته العالية على التقييم والتقويم، ومن هذا المنطلق ندعوه ومن هم على نهجه أن يبقى صامدا أمام هذه الموجة الهوجاء، تلك التي تريد أن تكون حاضرة في كل شيء.. نتمناه ونحسبه كذلك.. أن يكون عنوانا لإصلاح العمل والرقي بالخطاب، يجدف بقوة.. لا يقف.. ولا يركن.. وأحسب أن إنجازات ناديه ستتنامى، وصيته سيرتفع.. لا محليا بل على كل الأصعدة.

[email protected]