بالإذن من أمير الشعراء

عبد الرزاق أبو داود

TT

أما وقد هاجت المشاعر، وتعالت الأصوات وبحت الحناجر، وتناثرت الأحزان.. تترى.. شجية مضنية.. فبالإذن من «شوقي» (رحمه الله)، فإليك أنت أيها الأخضر الجداوي العتيق.. القابع عشقا في حنايا آلاف آلاف القلوب.. أيها الأهلي.. إليك أنت لا خاصة مبنى ومعنى.. إليك يا جبل «التوباد حياك الحيا».. نعم وسقاك وحياك.. وسقى الله ربانا ورباك.. ورعى أيامك وأركانك الصامدات، فقد كنت وما زلت في القلوب الخضر سيدا. فيك أيها الأهلي ناغينا وناجينا الانتصارات، وارتفعنا معك وبك إلى ذرى المجد.. فكنت الأوحد في زمن مضى!.. ارتوينا من أمجادك واحتمينا في عرينك أزمُنا! ومشيناها خطى إلى قمم الإبداع معا؟ وعلوت بنا صعدا.. وكنت وكنا اُسدا.. ما لأركانك وسفوحك وألعابك استوحشت شيئا بدا؟.. كيف لا وقد كانت موئلا رحبا ومربعا.. ما لكريم عطاءاتك قد ذوى.. و«أضلاعك» اهتزت حزنا وأسى؟

أيها الأهلي: كنت وكنا بالأمس وسنبقى اليوم معا.. نحن منك جميعا في الصميم شاء من شاء أو أبى.. كم سمعنا على سفوحك للأفراح أصواتا وصدى.. كم درجنا في ساحاتك أنشدنا قصائد الأفراح باسقات فكانت نعم المربع! كم حملنا إلى سنامك ذهبا.. كؤوسا وأدرعا..؟ «عهد» علينا قد كانت قُدما.. و«يمين» قد مضت تشد العهد مع ساداتك الأولى.

إن «بكوك» اليوم فقد «بكيناك» ذات مساء في زمن مضى!.. وانثنينا لا نلوم الغير وإنما عاودنا الصعود معا.. فإن «نابذوك» ذات يوم «تهاونا» فلم نخذلك بالأمس ولسنا بفاعلين غدا.

ما لساحاتك وملاعبك وذراك صما لا ترد المرجعا؟ ألا فأخبرهموا أيها العملاق - عنا واثقا أبدا - فإنا كنا وما زلنا وسنبقى معا؟

نحن جميع أيها الأخضر الأغر: وبالأمس كنا.. واليوم.. أو غدا.. وإن بعد المدى. نحن جميع حاملو راياتك الخافقات خضرا في مواضع العز وأزمان الكؤوس وساحات العلا؟ أيها الأهلي الحبيب.. قد أبت جماهيرك الكُثر ورجالاتك الغُر أن تهجعا كـ«الرائد الفذ ومحمد وعبد الله وخالد وبدر..» وكثير غيرهم وأبينا وأبناؤك، وإنا وهم على قدر معا، إلا أن تعود كما فعلت دوما إلى ساحات المجد معا معا..!

لسنا كمن يوردها عمياء.. صماء.. توهما.. وتعجبا.. وتنكرا؟!.. وادعاءات.. تضحك الثكلى.. وتجلو بعض «مكنونات صدور» قد أوجعتها «ذات» نرجسية؟ وأضجرتها مفردات ومعان وإسقاطات وخبايا «الأنا»؟! تلك ندعها جانبا لمن لم يعرف مواطن «الظفار»، ولم يجرب «آهات» الندا.. أو «نستودعها» من أضاع الدروب جهالة.. ولم يجُل «سويعة» في ساحات «العطاء» ولم يخض وقفات العنا! ولكنا بك وبرجالك الميامين سنبقى.. أبدا.. فلسنا ولن نكون «هشيما» تذروه رياح واهيات «سدى»؟! قد نبذنا عواهن الكلم إلى «عميانه» أو «صبيانه».. فلم نلتفت يوما لمن فقد البصيرة وأزبد سخطا وادعى!

أيها الأهلي.. قد شابنا حزن عميم.. فلم نخنع ونعد بعد وأنت ورجالاتك الميامين صابرون على الصبر فقد بلغنا وبلغت المدى!

إيه أيها الأهلي.. انهض ما عهدناك يوما إلا سيدا.. فذا.. رغم توهمات.. أو نعيق «العدا»!