نصر 2010..!

منيف الحربي

TT

ربما تكون مباراة النصر القادمة مع الهلال في إياب نصف نهائي كأس الملك هي الأخيرة للفريق هذا الموسم، وقد يتجاوز العالمي كل الظروف ويقفز الحاجز الأصعب نحو النهائي الكبير..!

أيا كانت النتائج، فهي لا تغير من الحكم المنطقي المنصف، حيث نجحت الإدارة (إجمالا) في تقديم فريق مختلف كان أنصاره يتمنون أن يؤدي لاعبوه جملة تكتيكية واحدة، فإذا بهم بعد عامين يطالبون بالبطولات، وشتان بين الطموحين.

نعم النصر كيان عملاق وركن أساسي في نهضة كرة القدم السعودية، لكن تهاويه الذي استمر سنوات طويلة أدى إلى تراكمات مزعجة جعلت عملية استنهاضه عملية معقدة وصعبة.. ومن يعتقد أن الصعوبات زالت فهو لا يدرك الحسابات والحساسيات والترسبات الكثيرة المتوارية وقتيا.. نعم كانت هناك أخطاء، وكان في الإمكان أفضل مما كان، غير أن الحكم النهائي على ما قدمته الإدارة في موسمها الأول يشير إلى نجاح لم يكن ليتحقق لو لم تكن العناصر الموجودة هي من أدار عملية التغيير.

لقد اكتسب النصر شخصية العمل المنهجي المنظم التي أسسها الأمير وليد بن بدر، وأصبح يسير في الاتجاه السليم، وهي مسألة وقت (ليس إلا) كي يصل إلى النهايات الجميلة شريطة تجنب أي تراجع والمضي قدما في تطوير المكتسبات الحالية والبناء عليها.. ولا شك أن المسؤولين في الفريق أصبح لديهم تصور كامل للسلبيات والإيجابيات والعوائق، الأمر الذي ينتظر أن يسهم في تجنب كل الأخطاء في الموسم القادم وبخاصة النصر ينتقل لمنافسات قارية تجعل المهمة أكثر صعوبة.

إذن سواء تأهل النصر أم ودع آخر المنافسات، فالحكم على ما تم إنجازه ينبغي أن ينطلق من قراءة منصفة وواقعية بعيدا عن أي ظرف طارئ أو نتيجة مؤقتة.

الكتابة بالتلقين..!

يتوقع معظم الكتاب أنهم أحرار في التطرق إلى ما يشاءون من قضايا وبالأسلوب الذي يريدون، بينما هم في الواقع لا يدركون وجود قوة خفية تخادعهم لتقف على رؤوس أصابعهم وتحول بينهم وبين المصداقية الحقة والأمانة المطلوبة.. هذه القوة المغرية تسعى لتلقينهم ما تريد.. تحاصر أفكارهم وتحدد مفرداتهم.. إنها (قوة الجمهور)، ومتى ما استطاع الكاتب الإفلات من هذا القيد القوي، فهو منطلق بقناعاته مستعصي على كل القيود..!

إنها عملية صعبة ومحفوفة بالأذى.. لكنها ممتعة وتستحق مواجهة كل متاعبها التي تأتي من أطراف لا تجيد سوى الأذى..!