«الجولة» إلى أين بعد 10 مايو

موفق النويصر

TT

محادثة إلكترونية لم تكتمل فصولها، أجريتها قبل أيام مع الزميل وليد الفراج مدير الدوري السعودي ورئيس تحرير برنامج «الجولة» عبر صفحة «الفيس بوك»، تمحورت حول مصير البرنامج والعاملين فيه، بعد إغلاق قناة «إيه آر تي سبورت 7» في يونيو (حزيران) 2011.

المزعج في حديث الفراج كان عندما أخبرني أن برنامج «الجولة» سيتوقف في 10 مايو (أيار) 2010، أي بعد أسبوعين من الآن، بقرار من إدارة قناة «الجزيرة» القطرية مالكة قنوات «ART سبورت»، أما مهام طاقم البرنامج الحالي فستقتصر على استكمال الموسم فقط، كون البيع تم في وسط الموسم. بمعنى أن «سبورت 7» وتغطياتها الموسعة وإنتاجها الخاص الضخم توقف بشكل تدريجي من 1 يناير (كانون الثاني) 2010 حتى يصل إلى نسبة 10 في المائة في مايو (أيار) المقبل، والموسم المقبل سيكون بهذه النسبة فقط حتى إغلاق القناة رسميا في 1 يونيو (حزيران) 2011.

المحزن في الأمر أن برنامج «الجولة» الذي التفت حوله الجماهير الرياضية بالإضافة إلى اللاعبين والإداريين، وتحول خلال سنوات بثه إلى قبلة للرياضيين السعوديين، يستقون من خلاله أهم الأخبار والتصريحات، ويبثون عبره همومهم وتساؤلاتهم الكروية، يتفقون معه تارة، ويختلفون حوله تارات أخرى، أصبح الآن في مهب الريح، ومن غير الإنصاف له أن يسدل الستار على مسيرته الطويلة بجرة قلم.

في تقديري أن قرار إدارة «الجزيرة» بإيقاف البرنامج في مايو (أيار) المقبل، هدفه سحب مشاهدي «الجولة» لأحد برامجها المخصصة للرياضة السعودية، وهي بلا شك جيدة، إلا أنها بطعم ونكهة غير سعودية، حتى وإن حاول القائمون عليها التظاهر بخلاف ذلك، وهنا تكمن المشكلة.

الأكيد أن جميع القنوات الرياضية أو العامة، السعودية منها أو الخليجية، لديها برامجها الرياضية الخاصة بها، ولا أعتقد أن إحدى هذه القنوات ستسمح لبرنامج آخر، أيا كانت جماهيريته، بسحب البساط من تحت أقدامها، كما لن تمنح أي قناة أخرى الغطاء الذي انتزعه فريق عمل «الجولة» عبر «إيه آر تي سبورت» لنفسه، ونال بسبب ذلك تقدير الجميع له.

ولذلك أرى أن على الزميل وليد الفراج، بصفته عرّاب مجموعة السعوديين التي عملت معه خلال سنوات عرض البرنامج، مسؤولية استثمار نجاحات «الجولة» ورجالاتها في المكان الذي يضمن استمرارها بذات الروح والشكل الذي كانت عليه، ويضمن أن تظل العلامة الفارقة في مسيرة البرامج الرياضية السعودية.

ولعلي لا أبالغ إذا قلت إن «الجولة» مشروع قناة في برنامج، فهي تحظى بقبول واحترام الجميع، المتفقين معها والمخالفين لها، ولكنها تحتاج إلى «مغامر» يستطيع أن يترجم ذلك على أرض الواقع.. فهل نرى ذلك قريبا؟ سؤال إجابته لدى الفراج ورفاقه.

[email protected]