عجب عجاب.. حال الهلال!

هيا الغامدي

TT

وأنا أتابع لقاء الهلال مع مس كيرمان في ختام الدور الأول لآسيا بإيران، لا أدري كيف جاءت قصيدة «شبيه.. الريح» الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد على بالي!! لكنها حضرت بكامل محيطها الانطباعي، فالهلال منطقيا كان من الضروري أن يلعب بـ«الصف الرديف»، لأسباب أهمها ضمان التأهل للدور التالي، والإلزامية المنطقية فنيا، لإراحة الأساسيين لإياب الدور الـ16 بالأبطال، لكن ما حصل مثير للتعجب والاستغراب!! فالرديف الذي أدى المباراة لم يكن مقنعا لا بالمستوى ولا بالنتيجة.. معقولة يا هلال؟!

أيعقل أن فريق كالزعيم لا يوجد به رديف يستطيع سد الفراغات - الثغرات التي خلفها غياب الأساسيين؟! وهل يجب أن يستمر وجود ياسر، فيلهامسون، نيفيز، رادوي، الشلهوب، وبيونغ.. لكي يستمر رتم أداء الفريق على حاله؟!.. لكن ماذا لو غاب هؤلاء أو أصيبوا (لا قدر الله) أو أوقفوا.. كيف ستكون أحوال الفريق؟! وإذا كانت مباراة كتلك لا تهم بها النتيجة، فهل المستوى غير مطلوب أيضا في ظل الانهزامية والخنوع؟! فالسيناريو الذي رأيناه من العناصر البديلة كان يمكن أن يفضي لنتيجة (كارثية) من فريق «على قد حاله بإيران»، لولا رحمة الرحمن!!

يؤرقني التساؤل: لماذا لا تقدم فرقنا ومنتخباتنا الكثير أمام الفرق والمنتخبات الفارسية على أراضيها؟!.. كنت أؤمن إلى وقت قريب بأن للأرض لسانا، لكن مع فرق إيران تستطيع أن تجزم بأن لها يدا - ثالثة - ورجلا - ثالثة - وعينا – ثالثة - وشدة ودافعية لممثليها أمام الأغراب!!.. في توقيت تمثل فيه الرهبة والرعب للمقابل. في نفسي قلت «هذا هو الجمهور أو فلا!!».

باعتقادي أن تأثير ذلك سلبيا - علينا - هو ناتج لغياب «التهيئة النفسية» التي تلعب دورا إيجابيا بالتحضير لهكذا أجواء، في الوقت الذي رأينا فيه العكس، فالأزرق لم يكن مدعما بمرافقة شخصية ذات فعالية تقوم بدور التحضير الذهني مثلما هو البدني والنفسي، وأخشى ما أخشاه أن الفريق دخل اللقاء بمعنويات «تحصيل حاصل».. عجب عجاب، أيعقل أن تفكير كهذا لا يزال يمارس دوره بأذهان يفترض بها تفعيل الاحترافية والنضج الكروي؟! فحتى وإن حالت «الحمراء» دون حضور المديرين - الفني والإداري - فهل من أسباب تفسر غياب البقية من أعضاء مجلس الإدارة؟!.. فاحترافيا ومهنيا، والسيد غيريتس «أبوها وعمها» كان من المفترض أن يحضر مع البعثة ولو على سبيل الدعم (الفني/الذهني)، والثقل(المعنوي/النفسي).. «ولكن»...!!

فمن سوق للعناصر البديلة معتقد ما يفيد بأن خسارة مباراة كهذه «مباحة»، في ظل التراخي و«الاعتمادية» التي رأيناها، فضلا عن التشتيت الذهني الذي كان واضحا على الأغلبية حتى مع الخبرة والكفاءة الميدانية، فالتصرفات «الطائشة» شكلا و«المجنونة» مضمونا غير مستساغة وغير مقبولة من قبل الكبار!! والتسليم لأحكام الزمن والمصالحة مع تواريخ الصلاحية والانتهاء ضروريان جدا و«الاعتزال» عندها يكون مطلبا، حفظا لماء الوجه على الأقل!!.. «حرااااام»أن يضيع النجم الكبير من أذهان جمهوره تلك اللمحات الجميلة التي صنعها بالماضي، بقصور ربما تخونه فيه سنين العمر.. فللسن أحكام!!.. غير أن الحقيقة التي ندركها أن اتجاهات بعض النجوم الكبار مع اعتزال الكرة، تشبه لحد كبير تصرفات بعض موظفي الدولة (+60) من حيث التشبث بالكرسي وإضاعة الفرصة على حيوية الشباب «الواعد» وإنتاجيته.. فيا الله حسن الختام!!

عجب عجاب.. تكرر حصد البطاقة الحمراء الثانية في ظرف أسبوع واحد وللعنصر نفسه، «فالمتغير» هنا جنسية الحكم.. لكن «الثابت» بكل الأحوال قانون كرة القدم!!.. يا سبحان الله أنصفوك يا.. «مونديالي».. أكرموك.. يا جلال دون أن يدركوا.. عجب عجاب.

الحزم مطلوب، كما أن نسيان «الكبوة» أمام مس كرمان ضرورة إذا ما أراد الهلاليون حضور إياب الأبطال بكامل محيطهم الفني والذهني والانضباطي.. بالتوفيق للفريقين (الأصفر/ والأزرق) بديربي النفسيات.. الأعصاب.. والحسابات الأخرى!!