«كنتاكي داربي» وأميرنا الراحل

صالح بن علي الحمادي

TT

كثيرون في أنحاء المعمورة (خاصة ممن درسوا في الجامعات الأميركية.. أو ممن يتقنون اللغة الإنجليزية) تشدهم التغطيات الإعلامية للمنافسات الرياضية الأميركية - الأميركية.. أو غيرها مثل الأميركية - الـ«...........» إلخ.. إلخ.. إلخ!

وكاتب هذه السطور وبحكم الذائقة الفروسية (السباقاتية) تجتذبه السباقات الأميركية.. لا سيما الكلاسيكي منها.. مثل (الداربي) و(البريكنس) و(البيلمونت) ستيكس وسباقات «بريدرز كب».. وغيرها.. وبالمناسبة الأمير (الراحل) أحمد بن سلمان بن عبد العزيز (رحمة الله علينا وعليه) هو المالك العربي الوحيد الذي جمع أطراف الأمجاد هذه مجتمعة.. في إنجاز فريد حتى الآن.. ووفاء (وعرفانا) له لا بد من أن نشير إلى ذلك، عند كل مرة نتطرق فيها إلى سباقات الخيول العالمية الكبرى.. وبالمناسبة لو كان (غفر الله لنا وله) على الوجود لما تجرأنا بالإشارة لذلك في مطبوعة لأنه ظل يرفض ذلك (جمعنا الله به في جنات النعيم).

ليلة أول من أمس (السبت).. جرى على أرض ميدان «تشرتشل داونز» في ولاية «كنتاكي» واحد من أكثر سباقات «كنتاكي داربي» تميزا بالأرقام.. كيف؟!

في العام (136) للسباق الكبير كانت الأرقام التالية:

شهد السباق كمية أمطار غزيرة لم يعرف مثلها خلال أكثر من تسعين عاما.. الكمية الأغزر كانت عام 1918.

حضر السباق 155.000 متفرج وهذا هو سادس أعلى رقم في 136 عاما.

يا لها من دقة؟!

«الجوكي».. الخيال.. أو الفارس (الظريف) كالفن بوديل دخل التاريخ من أوسع أبوابه كأول خيال يحرز المركز الأول في السباق ثلاث مرات في أربع سنوات على التوالي مشاركة.

المدرب.. أو المضمر.. تود بليتشر حقق فوزه ولأول مرة بالسباق بعد 24 مشاركة كان نصيبه من الفوز فيها صفرا!

وقبيل أن تنتهي المساحة لا بد من الإشارة إلى أن السباق، الذي جرى على أرض موحلة حد التشبع بالماء، فاز به ابن الفحل «مارياز مون» المهر ذو الثلاث سنوات «سوبر سيفر» قاطعا مسافة السباق البالغة 2000 متر في زمن قدره دقيقتان وأربع ثوان وأربعة أعشار الثانية، مسجلا فوزه الثالث (فقط) في سبع مشاركات حقق خلالها المركز الثاني مرتين والثالث مرة واحدة. جدير بالذكر أن جائزة السباق مليونان ومائتا ألف دولار أميركي.. ليست الأعلى لكنه السباق الأغلى مكانة في أميركا الشمالية.

بقي أن نقول ليت الإعلام العربي (الأُمي) المتجاهل للإحصائيات والأرقام (التي لا تتعاطف ولا تكذب) يتعلم من إعلام الأرقام، لعله ينعتق من جهله وظله وظلاله (!) ويتوقف عن إصدار أحكام بلا أرقام.. كلها أوهام في أوهام.. وكثرة صراخ وعويل وكلام.. لا يصدقه إلا الـ«..........» من الخلق والأنام!

نسألك الله أن تجنبنا التجني والإساءات في الشاشات والصفحات.

ترى من فاز البارحة الهلال أم النصر؟

من القلب نتمنى أن يبلغ النهائي الأغلى الفريقان الأجدر والأفضل والأقوى لما للمناسبة من مكانة كبرى.

[email protected]