جراح وأفراح

عادل عصام الدين

TT

قرأت بالأمس في جريدة «اليوم» أن الاتحاد أنقذ موسمه بأغلى البطولات.

نعم.. الاتحاد أنقذ موسمه.. ويا له من إنقاذ.

وكنت قد كتبت يوم المباراة أن ميزة الهلال تكمن في الثقة بينما يدخل الاتحاد مباراة القمة بسلاح الدافع والحافز.

ولو أردت وصف أداء الاتحاد بكلمة واحدة لاخترت كلمة «الكفاح».

أنقذ الاتحاد موسمه المليء بالأشواك والتدخلات الخارجية والتغييرات الفنية ببطولة كروية كبيرة كان بحاجة ماسة لها أكثر من منافسه العملاق.

أنقذ نفسه بالكفاح، وكان الأفضل عطاء معظم فترات المباراة، والعطاء هو الفيصل في المباريات التي يكون فيها الفريقان في مستوى متقارب من ناحية الكفاءة الفنية.

أبرقت وأرعدت.. ولم تمطر إلا في ركلات الترجيح التي أنصفت تفوق الاتحاد الصريح، والمثير أن تكون ركلة الترجيح الحاسمة عن طريق «الكابتن» الرسمي والحركي محمد نور الذي أضاع ضربة جزاء في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة.

ولفت انتباهي كثيرا ما قاله قائد «النمور» للزميل عبد العزيز الحميد من «القناة الرياضية السعودية» في حافلة «الأفراح» حيث أشار إلى أنه استعاد توازنه بعد أن التف حوله زملاؤه عقب ضياع ضربة الجزاء مؤكدين أن ضياع هذه الفرصة سيقود الاتحاد إلى الفوز.

بدا واضحا منذ الوهلة الأولى مدى الإصرار على الفوز بالمباراة وإنقاذ الموسم الاتحادي، لذلك ظهر الاتحاد في أفضل حالاته المعنوية ولعب بروح قتالية مغايرة لمعظم مباريات الاتحاد هذا الموسم.

استعاد المصنف السعودي الثاني «الاتحاد» بريقه وهيبته بأداء كروي كان قمة في الروعة والقتال.. والجمال.

وإذا كان كل لاعبي الاتحاد ظهروا بمستوى ممتاز وكافحوا وثابروا من أجل التفوق على كبير أبطال الموسم (الهلال) فإن الثلاثي سعود كريري ومناف أبو شقير ومحمد نور كانوا الأبرز والأفضل طيلة المباراة.

لعب سعود كريري مباراة العمر وكأنه أراد أن يقوم بدور الثنائي أحمد حديد وكريري معا، والحقيقة أنه لم يسبق لي أن شاهدت كريري بهذا المستوى الكبير الذي جمع بين براعة الأداء والروح القتالية.

ألف مبروك لجماهير الاتحاد التي خطفت النجومية قبل وقت مبكر في المدرجات وكأنها كانت تدرك أن فريقها لن يخيب أملها.. ومبروك للدكتور خالد المرزوقي «الجراح» الذي أعاد «الاتي» لليالي الملاح ومبارك لأعضاء شرف النادي الكبير.. ولكل لاعبي الاتحاد الذين أنقذوا موسم العميد.. وعادوا للبطولات من جديد.

[email protected]