أحقية العميد

منيف الحربي

TT

في ختام الموسم الكروي المحلي سجل الاتحاد حضوره المعتاد كفريق لا يبتعد عن المنصات حتى لو حاصرته (وقضت مضجعه) المشكلات.

من الناحية الفنية لم يظهر نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بمستوى عال، حيث راوح بين المتوسط إلى ما دون ذلك، مع أفضلية اتحادية مطلقة طغت على معظم فترات اللقاء.

الطرف الآخر (الهلال) بدا واضحا تأثره بغياب رادوي، مع إلقاء قضية عزيز ظلالا كثيفة أربكت المشهد الأزرق، وجعلت الرؤية أكثر صعوبة أمام غيريتس الذي لا بد أن له حساباته الخاصة (كمدير فني) من ناحية إحلال الصاعد سلمان الفرج على حساب اسم كالشلهوب!!

هنا لا ننكر الدور الكبير الذي لعبه مدرب النمور الأرجنتيني الماكر هيكتور بأداء رائع من مشعل السعيد ومناف وكريري وبقية «الطاقم المقلم»، خاصة ما يتعلق بتوزيع الجهد وإغلاق المساحات الخلفية أمام ولي وياسر والفريدي ونيفيز، مع تدفق لا ينقطع لنور وزياية والنمري والرهيب، وثبات تكر والمنتشري وخلفهما زايد!

الغريب فيما يتعلق بالمدربين أن هناك أصواتا كثيرة تحدثت بعد المباراة عن البلجيكي غيريتس وكأنه لا يفقه في الكرة، مع أنه خاض منافسات شرسة وبطولات متداخلة حقق خلالها نجاحا كاسحا، بل إن هناك من اتهمه صراحة بأنه لم يمنح فريقه الاهتمام المطلوب قدر ما اهتم بتسويق نفسه والاهتمام بالعروض الخارجية، وهذا انتقاص لا يليق بمدرب يعمل بطريقة احترافية أوصلته للذهب مرتين والفضة مثلهما في موسم شاق وطويل، ويقيني أن تلك الأصوات مستعدة لمسح كل تاريخ غيريتس فيما لو خرج الهلال من الآسيوية لا قدر الله، وهذا يعود للنظرة العاطفية التي تحكم نظرة كثير من متابعي كرة القدم!..

العلامة المضيئة عقب النهائي الكبير كانت تصريحات مسؤولي الناديين، فلم يكن هناك خروج عن النص (أو شماتة) من الفائز، وكذلك لم تكن هناك محاولة لتشويه (أو إيجاد مبررات) من الخاسر.. بالعكس كانت الروح الرياضية في أبهى تجلياتها من الأمير الخلوق عبد الرحمن بن مساعد، ومن الدكتور خالد المرزوقي، وهو أسلوب راق يثبت أن الفكر المنير يفرض وجوده واحترامه، ولعل تلك اللغة الفاخرة والكلمات المتعقلة تكشف لماذا يكون الفريقان حاضرين في القمة يتقاسمان البطولات ويشرحان للآخرين معادلة «كيف تحترم الخصم وتكسب التقدير فائزا ومهزوما؟»..!

مبروك للاتحاد البطولة الغالية التي استعصت عليه مرتين، وفي الثالثة كان هيكتور كلمة السر التي حملت الكأس لجدة.. حظا أوفر للهلال الذي يخوض بعد غد مواجهة ليست ككل المواجهات، يحمل خلالها آمال الكرة السعودية وتحفه دعوات الملايين.