هل نشهد ثورة فضائية حكومية؟

مصطفى الآغا

TT

خلال فترة قصيرة جدا لا تتعدى الأسبوع الواحد صادف والتقيت بعدد كبير من نجوم الإعلام السعودي السياسي والرياضي، وعلى رأسهم وزير الإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه الذي التقيته في الكويت، والتقيت هناك بعض رؤساء تحرير الصحف السياسية، والكثير من الإعلاميين.. ثم زرت الرياض بدعوة من الأمير تركي بن سلطان، مساعد وزير الثقافة والإعلام المشرف على القناة الرياضية السعودية، كضيف على برنامج مساء الرياضية الذي جمع إعلاميين سعوديين وعربا من شبه المستحيل أن يجتمعوا في برنامج واحد لولا دعوة الأمير.

هناك سمعت كلاما كثيرا عن الفارق بين الإعلامَيْن الحكومي والخاص، ولا أعتقد أن عاقلا يمكن أن يطالب بتطابق وجهات النظر بين الجهتين، أو بتفوق الحكومي على الخاص، لأن الحكومي يبقى محكوما بحواجز وخطوط حمر وصفر وبُنيّة، وبحسابات تربوية أو توجيهية قد لا يضعها بعض الإعلام الخاص في حسبانه، وأنا أتحدث عن الإعلام الخاص من المحيط إلى الخليج في أكثر من 696 قناة عربية وليس في قناة بعينها..

ومن الطبيعي أن يكون للمواطن السعودي بعض التحفظات على قناته الرياضية (الحكومية)، ولكني أجزم أنه يتابعها مهما كانت حالتها، على الرغم من أنها قد لا تكون قادرة على منافسة القنوات الخاصة، أو حكومية الدعم بغلاف خاص، ليس لأسباب مادية ولكن لأسباب تقنية وبشرية، لأن معظم «محترفي الإعلام الفضائي» تم استيعابهم أو ترغيبهم أو توظيفهم بمبالغ «خيالية»، مقارنة بما يمكن أن يخرج من جيب الحكومة المحكومة بنظم وقوانين مالية، ولكن ما لمسته شخصيا (وهو ما قد يعارضني فيه البعض وهذا من حقهم) أن هذه القناة تريد فعلا أن تنافس شقيقاتها (الخاصات) وأن تكون صاحبة كلمة إعلامية مسموعة وربما مدوية من خلال نظرة تحريرية برامجية مدعومة بمحترفين إعلاميين ومشفوعة بثورة هندسية وتقنية تُزاوج بين الشكل والمضمون، ويبدو أننا قادمون على هذا التحول منتصف شهر يونيو (حزيران) المقبل وهو في النهاية أمر يصب في خانة المتلقي المحلي وحتى العربي، ويجعلنا شركاء في التكامل ما بين الحكومي والخاص من خلال التنافس على الكعكة الرياضية التي بدت في لحظة من اللحظات أنها خرجت نهائيا عن نطاق السيطرة أو حتى المنافسة بين الحكومي والخاص، مع تأكيدي على أن البعض القليل من الخاص هو حكومي مائة في المائة ولكن بوجه «مُشلبن»، لهذا يكون منطق المنافسة شبه غائب لتباين الإمكانات..

البعض يرى في الإعلام الحكومي القادر على تلبية حاجة مواطنيه خشبة الخلاص من سيطرة الأقوياء على أمزجة الشوارع المحلية، وفرجة مجانية في عصر تُباع فيه الحقوق بالمليارات، ولمعرفة المواطن مدى شراسة المنافسة على الحقوق، لهذا سيقبل بما ستجود به قنواته الحكومية من تطوير حتى ولو كان المضمون أقل إثارة وجاذبية..

عموما يا خبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش، وفي النهاية الرابح الأكبر هو المتلقي أيا كانت هويته..