الاتحاد ينهي عقدة البلوي بمشرط جراح

موفق النويصر

TT

نجح نادي الاتحاد يوم الجمعة الماضي، في انتزاع آخر بطولات الموسم الكروي السعودي، بتغلبه على منافسه التقليدي نادي الهلال، في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بضربات الجزاء الترجيحية 5/4.

المباراة التي استمرت 120 دقيقة، لم ترق في مستواها لطموحات الفريقين، وبخاصة من الجانب الهلالي، الذي كان خارج أجواء اللقاء، بعكس الفريق الاتحادي الذي قاتل طوال أشواط المباراة الأربعة، وكاد أن يحسمها في وقتها الأصلي، لولا براعة الحارس الهلالي حسن العتيبي، الذي نجح في التصدي لضربة الجزاء الاتحادية، التي سجلت بحق فريقه في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة.

الأكيد أن اختلاف الطموح بين الهلال والاتحاد ألقى بظلاله على أداء الفريقين أثناء المباراة، فالهلال الذي نجح في انتزاع بطولة الدوري دون منافس، وصعد إلى نهائي كأس الأمير فيصل وحقق معه الوصافة، وبعد ذلك نال بطولة ولي العهد، وتنتظره غدا مشاركة مهمة في دوري أبطال آسيا أمام بونيودكور الأوزبكي، لم يكن في يومه الذي عود محبيه عليه، بخلاف نظيره الاتحاد، الذي خسر في البداية التأهل لنهائيات كأس العالم الماضية، وما لحقها بعد ذلك من توالي النكسات، بدءا بالخروج المذل من بطولة الأمير فيصل، ومن بعدها كأس ولي العهد، ومن ثم خسارته لمباريات مهمة كانت في متناول يده، أقصته عن المنافسة على بطولة الدوري، وأخيرا خروجه الحزين من بطولة أبطال آسيا، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل لدور الـ16 فيها، لولا خسارته في آخر مبارياته أمام ذوب آهن اصفهان الإيراني بهدف وحيد دون رد، في اللقاء الذي جرت أحداثه في مدينة أصفهان الإيرانية.

في مباراة الرياض الأخيرة لم ينجح الاتحاد في تحقيق البطولة الأغلى هذا الموسم فقط، ولكنه أنهى أيضا عقدة تحقيق أي بطولة محلية بعد رحيل رئيسه الأسبق منصور البلوي، الذي حقق الفريق معه آخر بطولاته المحلية، عندما فاز ببطولة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين في عام 2007 أمام الهلال أيضا وبنتيجة 2/1، ولكن هذه المرة جاءت البطولة بيد الجراح السعودي خالد المرزوقي، الذي تعرض لأسوأ هجوم ممكن أن يتعرض له رئيس ناد آخر، وللأسف من شخصيات وفعاليات اتحادية.

بلا شك، يعد الدكتور المرزوقي أحد المكاسب الرياضية المهمة في هذا الموسم، فبخلاف رقيه في التعامل مع الجميع، ودماثة أخلاقه، فهو يحمل رؤية إدارية عالية حاول تطبيقها هذا العام، غير أن الأصوات «النشاز» نجحت بأن تشغله في معارك جانبيه، حتى لا يتمكن أي رئيس آخر غير الرئيس «الأسطوري» من النجاح، وقد كان لها ما أرادت، حينما أعلن المرزوقي في وقت سابق رغبته في الترجل عن سدة الرئاسة.

لذلك من غير المنصف للرياضة السعودية ابتعاد قامة رياضية بحجم المرزوقي، خاصة وأن رجالات الاتحاد الفاعلين يرغبون في استمراره لسنوات أخرى على رأس الهرم الإداري للعميد.. فهل نرى المرزوقي في العام المقبل؟ سؤال سنرى الإجابة عنه في الأيام المقبلة.

[email protected]