في ذات المكان والزمان.. العاصمة الرياض ويوم الثلاثاء الذي كان فيه قادة دول مجلس التعاون الخليجي يؤكدون أن أمن الخليج «خط أحمر».. «وكل لا يتجزأ».. أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم خبر انسحابه من المشاركة في بطولة كأس التعاون الخليجي للأندية الأبطال؟!
وعلى الرغم من الالتفاف على قرار الانسحاب «هذا» بطرح صيغة التأجيل، لم تكن هناك شفافية قوية لتوضيح ما لزم توضيحه وما كان خافيا سيما وسبق أن هددت «بعض» الأندية بعدم المشاركة؟!
فهل باتت أندية.. كالنصر والهلال.. أو غيرهما يسيران قرارات الاتحاد الكروي الإقليمية.. لا المحلية.. أم العكس صحيح؟!
كيف رضخت جهات صنع القرار في الاتحاد السعودي لتهديدات نصراوية وتأييدات هلالية.. وغيرها؟!
فليغب النصر والهلال.. وغيرهما.. وتتاح الفرصة لفرق أخرى غير عملاقي العاصمة.. فالاتفاق أو الوحدة.. الأهلي أو الحزم.. لا شك سيرحب أي منها بالمشاركة.. خاصة أنه ليس لديها مشاركات قارية أو عربية؟!
كنا سنحترم قرارات لجان الاتحاد فيما لو أعلنت أنها بكل شفافية ووضوح ستجعل المشاركة في بطولات الأندية الخليجية والعربية وفي بطولات المنتخبات الخليجية والعربية للفرق والمنتخبات الأولمبية «دون سن 23» لقبلنا بذلك من باب القناعة المشتركة بعدم جدوى الفائدة الفنية من هكذا مشاركات!
لكن أن تربط بأحداث وقتية أطرافها مدلك أو حتى دكتور.. مشجع.. عشرة أو عشرون من الجمهور.. فهذا غير مقبول والمداخل عليها كقرار أكثر من المستندات كتأييد.. ولا شك لدينا في أن صناع القرار «الكبار» يؤيدوننا في ذلك.. «100%».. بل وأكثر من ذلك نحن متأكدون!
أمن الخليج خط أحمر سياسيا.. ورياضيا تكبو المنافسات لا بأس.. لكن كبوة القرارات بحاجة لمراجعة وتفسير.. فتقديرات الأمر والأمور لعلها تكون أعمق بكثير مما شاهدنا.
بقي القول.. تظل المنافسات الإقليمية - الإقليمية خليجيا وعربيا فوائدها الفنية ضعيفة لكن علاج ذلك ليس بالانسحابات إنما بمراجعة الحسابات تصنيفا وتحويرا وفق رؤى وأفكار كبار الخبراء!!