نعم.. ولكن..!

منيف الحربي

TT

لا شك أن القرارات الأخيرة التي صدرت أول من أمس تعد قرارات تاريخية يُنتظر أن تسهم في إثراء الحراك الرياضي وزيادة رقعة التنافس - بما فيه من متعة وإثارة - وما يترتب على ذلك من عوائد اجتماعية واقتصادية وحضارية هامة.. غير أن الواقع الذي تعيشه الأندية السعودية في مختلف الدرجات قد لا يتيح لها ذلك خصوصا وهي تفتقر إلى معظم أساسيات العمل الرياضي المنهجي المنظم.

إن زيادة فرق دوري زين والدرجتين الأولى والثانية خطوة هامة ترافقت مع عدد كبير من القرارات الجيدة، لكن كل ذلك سيظل معلقا حسب آلية التغيير التي لم تتضح حتى الآن، فارتفاع عدد المباريات - على سبيل المثال - يحتاج إلى كوادر إدارية وفنية وحكام وملاعب ووسائل تنقل وجدولة وتنظيم وأنظمة... إلى آخر منظومة العمل المتكامل، فهل لدى الجهات المسؤولة قدرة على مواكبة هذه النقلة؟

إذا كانت أندية مثل نجران والرائد والفتح والقادسية قد عانت الأمرين ماديا وعانت قضايا كالحجوزات، فكيف ستكون الحال بعد إضافة التعاون والفيصلي؟ وإذا كان دوري الأولى يطلق عليه تهكما «دوري الجاموس» فهل سيصبح بعد الزيادة «دوري الونيتات»؟!

في المواسم الماضية تكررت التوقفات وحشر المباريات والتأجيل وتأخير جدولة الدور الثاني، إلخ، فهل ستتلاشى تلك الإشكالات أم سوف تتراكم وتتضاعف؟

إن الجامعات لا تقاس بواجهاتها الزجاجية ومساحة حدائقها وساحاتها بل تقاس بالعقول التي تدربها والتغيير الذي تصنعه، كما أن المدن إن لم تُبنَ على أسس ومعايير وبنية تحتية متكاملة ستكون عبارة عن عشوائيات يغمرها المطر مع أول زخة وتغرق في ربع سحابة!

لست متشائما، بل أنا مبتهج ومؤيد لمعظم تلك القرارات، لكني أخشى أن تجهضها السلبيات الحاصلة أو تقلل من أثرها الإيجابي الذي سُنّت من أجله.

أتفاءل حينما أقرأ إعادة تكوين اللجان وأجد بينها لجنة المراجعة المالية ولجنة الدراسات الاستراتيجية ومجلس التسويق والبث التلفزيوني والإذاعي، لكني أعود إلى خشيتي حينما أتذكر الحضور الباهت لهيئة المحترفين أو أبحث عن موقع - مجرد موقع - للاتحاد السعودي على الشبكة العنكبوتية فلا أجد شيئا!

نعم لكل القرارات الإيجابية، لكن لنؤجل الابتهاج قليلا ونفتش للأسئلة عن إجابات!