(تفسير الشيخين)

مساعد العصيمي

TT

حينما قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في شهر أبريل (نيسان) الماضي إن دبي لن تتقدم بطلب تنظيم الأولمبياد العالمي 2020 إلا إذا تمكنت من التغلب على حرارة الطقس التي أعاقت من قبل عروضا شرق أوسطية أخرى لاستضافة بطولات رياضية كبرى.. حينما قال ذلك فهو لم يتجاوز الحقيقة.. ولا سيما أن تنظيم الأولمبياد الصيفي غير تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم، والسبب أن في الأولى منافسات في الهواء الطلق ووسط ملاعب لا بد أن تكون مكشوفة للأجواء والرياح في ظل أنها معنية بثوان وأجزاء من الثانية كي تحدد مسار البطل، وعليه لا بد أن تخضع للأجواء الطبيعية ولا شيء غيرها، ولذلك فإن الحرارة العالية ستكون عائقا لمثل هذا التنافس، وحصرها في صالات أو استخدام تقنيات الدفع الهوائي المخفف للحرارة سيبعدها عن أهدافها التنافسية وبما يجعلها لا تصل إلى مرتبة الأولمبياد الصيفي، وفي الثانية أي كأس العالم لكرة القدم باتت التقنية معلما يساعدها على الألق من حيث تعديل الأجواء المحيطة ومنح المتنافسين الرقي البدني والذهني اللذين يزيدان من العمل الجماعي والإبداع الفردي.

هنا، كان جديرا أن أعجب من عرب تقافزوا ليغمزوا بفرح تجاه حديث الشيخ محمد بن راشد، موجهين ذلك إلى ما هي عليه قطر إزاء المونديال.. وكأنهم لم يعلموا الفوارق بين الحالتين: الأولمبيادية والمونديالية.. كذلك لم يدركوا أن الدوحة ستقدم ملفا من القوة والتقنية ما يجعلها جديرة بأن تنال تنظيم بطولة كأس العالم 2022.. وأقول لهم إن في الشأنين اختلافا وأي اختلاف.. ولا مجال للغمز واللمز.. ولا سيما أن قائد ملف قطر الشيخ محمد بن حمد قد شرح وأفاض في تفسير العمل القطري القادم الذي يقضي على مشكلة الحرارة وبما يفضي إلى كرة قدم ممتعة بأجواء منعشة على أرض الملعب وفي المدرجات وحتى في المناطق التي تحيط بالملاعب.. إذ هي اختلافات جذرية بين الأولمبياد الصيفي والمونديال العالمي.. وعليه، أرى أنه من الجدير أن نعمل كل ما في وسعنا للاحتفاء بالقيمة العالية التي سيضيفها التنظيم إذا ما تم.. ولا سيما أنه سيظهر من بيننا من استطاع أن يكون قادرا على خوض التسابق العالمي على الأفضليات التنظيمية.. علينا أن ندعمه انطلاقا من الحقائق والوقائع التي يملكها.. وتتوافق تماما مع متطلبات المعنيين بالموافقة على التنظيم.. وعليه، نعلن وبكل ثقة تفاؤلنا بأن ديسمبر (كانون الأول) المقبل سيشهد تغييرا في التاريخ التنظيمي لكأس العالم.. من حيث إن دولة شرق أوسطية قد اقتحمت المحفل بإجادة ونالت قصب السبق.. ولا عزاء للغامزين، أولئك غير القادرين حتى على تنظيم أمورهم.. فما بالك أن ينعموا بحضور كأس العالم إلى بلدانهم!

ثمة شأن مهم في الحديث عن التنظيم.. وكيف يتسنى لهذا الحدث المهم أن يغير معالم بلد إلى الأفضل.. من جهتي، فقد اطلعت على ما هي عليه قطر.. وكيف ستكون حين يعهد إليها بالمونديال، وأحسب أن إيجابية التنظيم ستنعكس على التنمية والرقي.. وصدق محمد بن حمد حينما قال لهذه الجريدة إن تنظيم المونديال «ليس نزهة»، بل هو رقي وآفاق تنموية أكبر.

[email protected]