نادي الوحدة «يبيع».. والأهلي «يشتري»!

عادل عصام الدين

TT

تحرك النادي الأهلي مبكرا هذا العام، بل جاءت تحركاته الإيجابية الجميلة التي تسعد عشاقه الكثر قبل أن ينتهي الموسم.

تحرك على صعيد لعبة كرة القدم، اللعبة الأكثر شعبية والتي يحكم من خلالها على مدى نجاح أو فشل الإدارات، وفاجأ الجميع بصفقتين محليتين على عكس المتوقع. وكالعادة.. يقدم الأهلي على خطوة جديدة بعيدا عن الضجة والثرثرة وبمنتهى الهدوء ليعكس سياسة الأهلي التي يقودها بكل «هدوء» وخبرة وحنكة الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز.

الصفقتان تريحان الرئيس الأهلاوي بلا شك، وهما بمثابة «هدية» وإعلان صريح بدعم قوي ومباركة للإدارة الجديدة أيا كان الرئيس الجديد.

أدرك الأهلي بوجود «خبيره» الأول أن ثمة نقاط ضعف واضحة يجب أن تزول بإحضار اللاعب المحلي قبل التفكير بدعم صفوف الفريق بلاعبين أجانب، والحقيقة أن الأهلي وفق في قراره باستمرار لاعبين أجنبيين وضح أنهما سيفيدان الفريق، وأخص بالذكر المهاجم الخطير فيكتور الذي كان أحد أفضل المهاجمين في المرحلة الأخيرة من الموسم مع المهاجم الاتحادي عبد الملك زياييه، والاثنان كانا الأفضل في آخر مباريات الموسم «من بين كل اللاعبين الأجانب».

المسألة ليست معقدة وهي تعتمد على ما يضخ من أموال علاوة على حسن الاختيار، وقد أكدت معظم التجارب حتى على المستوى العالمي أن النادي الذي يسعى للفوز بالبطولات عليه أن «يصرف» ويدفع أموالا طائلة إن أراد أن يصل إلى مبتغاه.

كان الهلال.. والاتحاد.. ثم الشباب الأفضل حضورا في السنوات القليلة الماضية، لأن هذه الأندية باختصار أدركت أن مهر البطولات غال ولا بد من أن تصرف، ناهيك عن أهمية حسن الاختيار وقيام الإدارات بواجباتها مع الحرص على اختيار مدرب كفء ومتمكن لاستغلال الإمكانات العناصرية والفنية أفضل استغلال.

كان على الأهلي الذي خرج من الموسم «صفر اليدين» أن يدفع ويصرف الكثير إن أراد أن يعود إلى سابق عهده، وأن يكون منافسا على البطولات، وقد أحسن اختيار لاعبيه السعوديين كما يبدو، وجماهيره في انتظار نجم «أجنبي» مميز على أقل تقدير لكي يكون له موقع قدم في المنافسات القادمة.

في الجانب الآخر.. أكدت صفقة انتقال كامل الموسى.. ثم كامل المر أن نادي الوحدة لا يزال عاجزا عن مواكبة «الكبار»، لأنه باختصار لا يملك إمكانات «الكبار»، وعليه فلا بد أن يتنازل ويبيع عقود بعض النجوم ليستمر بين فرق الوسط. ناد يقوم على الاكتشاف وتبني المواهب واحتضانها ورعايتها ومن ثم بيع عقود من لا يمكن المحافظة عليهم في ظل السباق المحموم بين الأندية الكبيرة.

ما حدث من إدارة عبد المعطي كعكي ليس جديدا، بل لا يمكن أن يلام الكعكي، لأن الواقع فرض ذلك، وهذا التنازل الذي يفرضه الواقع عطفا على إمكانات النادي يذكرني بما تعرض له الرئيس الناجح السابق جمال تونسي، حيث لقي هجوما عنيفا استمر فترة طويلة لمجرد أنه رضخ للواقع المر، وهو واقع لا يسر، ولم يكن بيد المعنيين وصناع القرار بالوحدة حيلة.

[email protected]