نشرت «الشرق الأوسط» في 29 أبريل (نيسان) الماضي، بحسب مصادرها الوثيقة، خبرا مفاده أن توجها يقوده مدرب المنتخب السعودي بيسيرو لعدم ضم صانع ألعاب فريق الاتحاد محمد نور، لأسباب تتعلق بتدني مستوى هذا اللاعب حينما يلعب مع منتخب بلاده، في الوقت الذي يجده الجميع مع الاتحاد نمرا مفترسا في كل الملاعب السعودية والآسيوية!!
أتذكر أن عددا كبيرا من الاتصالات تلقيناها من مسؤولين كبار بشأن صحة ما نشر، وحينها أكدنا لهم أن الأيام المقبلة ستكشف عن الكثير، ليخرج بعد ذلك بيسيرو أول من أمس وفي مؤتمر صحافي رسمي، ويصادق على ما كتبته «صحيفة العرب الدولية» في ذلك اليوم!
بصراحة، أبدو حائرا من نوعية العقليات التي تدير منتخبنا الوطني الأول في السنوات الأخيرة، فبعد إصرار كالديرون حينما كان مديرا فنيا للأخضر عام 2005 على أن مناهجه الفنية لا تتطابق مع إمكانات محمد نور، جاء بعده باكيتا، ثم انجوس، فناصر الجوهر، وأخيرا بيسيرو، وكلهم كانوا يتفقون على أنهم ليسوا بحاجة لنور، قبل أن يستدعيه بيسيرو ثم يغيبه بحجة أنه لاعب ناد!!
لست مقتنعا على الإطلاق بمبررات هذا المدرب ولا بمن قبله، لأن المنطق الكروي يفرض علينا أن نشحذ هممنا بأفضل اللاعبين، ولا أعتقد أن كل المدربين يرون أن لاعبا عملاقا وفذا مثل نور لا يصنف على أنه من الأفضل على الصعيد المحلي والإقليمي والقاري!
حتى أكون واقعيا أكثر، أجد نفسي أتساءل أكثر عن أسباب دوران مدربي المنتخب السعودي حول أمور لا تخدم الأخضر على الإطلاق.. كيف يتجاهلون أسماء بالإمكان أن تقودهم إلى عالم النجومية ومنصات التتويج وينطلقون نحو لاعبين كرهوا كرة القدم من بقائهم على دكة البدلاء!!
كلما شعرت بأننا نتقدم خطوة واحدة نحو عالم من الرقي الكروي أجد كرتنا تتراجع خطوات كبيرة للوراء، والسبب ما يقوله مدربو المنتخب السعودي برأيهم أو برأي غيرهم!
تصوروا نور والشلهوب يمتعان الجماهير على صعيد الساحات الآسيوية، لكنهما لا يجدان نفسيهما في قائمة الأخضر الدولية بحجة أنهما من طراز لاعبي الأندية!!
يا له من اكتشاف خطير يا بيسيرو.. بعد سنوات خبرة ونضج عاشها اللاعبان، يخرج المدير الفني البرتغالي واصفا اللاعبين بالمحليين.. كيف نمرر مثل هذه الرؤية بعد أن شارك النجمان مع منتخب بلادهما في أكثر من 70 مباراة دولية؟!
وحتى أكون أكثر احتراما لعقلية القراء والمتابعين الكرويين السعوديين أحب أن أركز على أن ما أضافه بيسيرو بعد مقولة إنهما لاعبان محليان هو ما نطق به، قبل أن يختتم مؤتمره الصحافي، حينما قال «ربما استدعيهما في فترة مقبلة»!.. كيف تستدعيهما في مرة قادمة وأنت مؤمن بأنهما محليان لا يستحقان الدولية؟!