بين النصر والهلال

مسلي آل معمر

TT

كان تصريح الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال لافتا للانتباه حينما قال: نبحث عن تعزيز صفوف فريقنا ببعض العناصر المحلية، فكيف لبطل الدوري والكأس وأفضل فريق في الموسم أن يسعى لاستقطابات محلية ولديه من النجوم على دكة الاحتياط ما يوازي الأساسيين في الملعب؟

لا يختلف المتابعون على أن كل فرق العالم القوية والطامحة إلى حصد الألقاب لا تتوقف عن ضم اللاعبين المميزين مهما بلغت قوة الفريق، ذلك لأن مسيري هذه الأندية يدركون أن الفرق المنافسة من الممكن أن تتطور وقد تتفوق عليها في أي لحظة، كذلك يرون أن التجديد في الفريق من خلال تطعيمه ببعض العناصر الجديدة يخلق التنافس والتحدي بين اللاعبين للظفر بالخانة الأساسية. فهل سبق لنا أن سمعنا أن برشلونة أو ريال مدريد أو مانشستر أو أيا من هذه الفرق العالمية أعلن عدم التعاقد مع أي لاعب للاكتفاء باللاعبين المميزين؟

إن المراقب الآن للساحة الرياضية يلاحظ أن الأهلاويين بدءوا يغيرون قناعاتهم المتمثلة في الاكتفاء بما تخرجه لهم القاعدة وأن المنافسة تتطلب أن تعمل على القاعدة وتنفق أيضا على شراء عقود اللاعبين الجاهزين في الفريق الأول ومن هنا تحركوا لاستقطاب (الكاملين) قبل انتهاء الموسم.

أما الغريب في هذا الإطار فهو الاعتقاد الذي تحول إلى قناعة لدى النصراويين بأن فريقهم قد أصبح (عال العال) ولا يحتاج إلى تعزيزات محلية حيث ذهب تركيزهم إلى اللاعبين الأجانب، وتجاهلوا السعوديين رافضين استغلال فرصة إلغاء المادة 18 والتي ستهوي بأسعار عقود اللاعبين المحليين. والسؤال: ماذا لو كان لدى إدارة النصر عناصر كالموجودة في الهلال.. وماذا لو كان الأصفر هو بطل الدوري؟ أخشى أن تكون الإجابة هي بيع عقود نصف اللاعبين لأن لديهم في الاحتياط ما هو أفضل من الأساسي!!

بقي أن أقول في الأخير إن فرصة نجاح الصفقة المحلية أكبر بكثير من نجاح الصفقة الأجنبية، فقد تتعاقد مع لاعب أجنبي مميز لكنه لا يتأقلم في البلد أو يرفض البقاء أو لا يقبله المدرب وهنا تجد الإدارة نفسها مضطرة لتسريحه بسبب محدودية خانات الأجانب، أما اللاعب المحلي فمن الممكن أن يصبر عليه النادي ويعطيه فرصة للبروز بعد سنتين أو ثلاث كما حدث مع أحمد عباس في النصر وماجد المرشدي في الهلال ومالك معاذ في الأهلي.. فهل تعي إدارات الأندية أهمية اللاعب المحلي؟