معزوفة «الزعيق» المملة

محمود تراوري

TT

«الوحدة ظهر بمستوى مميز، على الرغم من انتقال مجموعة من اللاعبين الكبار كالهوساوي والمحياني، ويؤكد ذلك نجاحنا بشكل جزئي في إثبات أن الفريق يمتلك قاعدة كروية قوية»، مجتزأ من حوار لطيف نشره العدد الأخير لمجلة «عالم الرياضي» مع مهاجم الوحدة الواعد مختار فلاتة، شقيق المدافع المنتقل للأهلي كامل فلاتة (المر). مختار كان يقول «بإذن الله سنعيد الوحدة لمنصات التتويج وكل ما نحتاجه هو التوفيق ومساندة جماهيرنا ورجال الأعمال فالبطولة تحتاج إلى مهر غال». بينما «الكاملان» المر والموسى كانا قد بررا انتقالهما من الوحدة برغبتهما في فريق بطولات. وأظنهما نسيا أنهما انتقلا لفريق حل سادسا بعد الوحدة في ترتيب الدوري المنصرم!!

وبعيدا عن كلامهما الذي لا يمكن تصنيفه إلا ضمن قائمة الاستهلاكي، لنتوقف وسط الضجيج الذي بات سنويا في الوحدة حول انتقالات اللاعبين، وهو الضجيج الذي يمتد في جذوره لسنوات بعيدة، للستينات الميلادية وهي الفترة التي شهدت بدء ارتحالات لاعبي الوحدة لمعظم أندية المملكة فالهلال انتقل إليه محمود زرد وكريم المسفر وسليمان مطر (الكبش) الذي انتقل بعد ذلك للأهلي، والاتحاد انتقل إليه حسن دوش، وفي السبعينات جرت محاولات حثيثة لانتقال فؤاد الخطيب للاتحاد، بينما نجحت محاولات حسن السيد، والنصر انتقل إليه سعود حريري، وفي الثمانينات انتقل أحمد النيفاوي للهلال وفي العقدين الأخيرين انتقل عدنان عبد الشكور للنصر وعبيد الدوسري للأهلي، وفي كل هذا ظل الوحدة فريقا مكافحا، لم يتأثر، فأرض مكة - نتيجة لسياقات ديموغرافية - ولادة، وليس أدل على ذلك من نظرة خاطفة على معظم فرق المملكة في الممتاز والأولى لتجد أنه لا يخلو فريق من لاعبين أو ثلاثة من أبناء مكة، وبعضهم يمثل ثقلا ووزنا في فريقه وفي مقدمتهم أسامة هوساوي ومحمد نور ونايف القاضي ووليد الجيزاني، ناهيك عن اللاعبين المكملين في فرقهم كصفوان المولد في الحزم، وفي تقديري أن «الكاملين» لن يعدو دورهما أن يكون مكملا في الأهلي، فهما وبلغة الواقع ليسا مصنفين في خانة «السوبر ستار».

وبالعودة إلى الوحداويين أرى أنه ليس من مبرر لإعادة عزف المقطوعة المملة من التذمر والزعيق والاحتراب المقيت، وليتأملوا جيدا فيما قاله مختار «مساندة جماهيرنا ودعم رجال الأعمال»، فمن دون المال لن تقوم لأي فريق قائمة.

على الوحداويين أن يتذكروا جيدا عدد النجوم الذين انتقلوا وظلت أرض مكة المعطاءة تفرز النجم تلو النجم، وظل الوحدة داخل حلبة التنافس، لكن بعيدا عن تحقيق البطولة، لأن (وكما قال مختار) ثمن البطولة غال، والإنجازات لن تحققها «الغلبة»، غير التكاتف ومنظومة من الفكر الخلاق، تدير النادي برؤى عصرية، تنبذ العنتريات والنرجسية المقيتة، وأشياء أخرى يعرفها «المكاكوة» جيدا!