«موظفون» يديرون الأندية الرياضية!

عادل عصام الدين

TT

اهتم اتحاد كرة القدم السعودي.. والأندية الرياضية التابعة له.. بـ«كل شيء» إلا الإدارة.

أكبر أنديتنا الرياضية لا تزال تدار ويقودها ويتحكم في مصيرها ويتعمق في تفاصيلها بعض «الموظفين» أو صغار رجال الأعمال وغير المتفرغين ممن لا يدفعون شيئا ولكنهم يستفيدون الكثير.

عدد كبير من صناع القرار بالأندية يأخذون من الأندية أكثر مما يعطون. ومن المؤسف أن الذين يصرفون على الأندية يديرون الأندية ويتابعون شؤونها من خارج أسوار النادي.

المشكلة الأزلية في إدارات أنديتنا الرياضية تكمن في عدم التفرغ وبالتالي تدار بعض الأندية، وليس كلها، من قبل «موظفين» لهم «شنة ورنة» في الدوائر الحكومية والمؤسسات والهيئات المختلفة.

وما أكثر الذين استفادوا من الأندية. أبرموا الصفقات وتصرفوا في «شؤون» الأندية كيفما أرادوا، والنتيجة أن الفوضى والعشوائية وغياب الاحترافية باتت هي السائدة والمسيطرة على قرارات أنديتنا التي تدعي الاحترافية.

والحقيقة أن الحل الوحيد هو الشروع في تبني الاحتراف الشامل الذي يجب أن يبدأ من الإدارة وليس اللاعب.

من الظلم لأنديتنا أن يربط مصير قراراتها بأيدي «موظفين» لا هم لعدد كبير منهم سوى المصالح الشخصية والاستفادة من أضواء وشعبية الأندية.

كيف نتحدث عن التسويق والاستثمار والاحتراف والمنافسات القارية وقرارات أنديتنا مرهونة بمصالح «الموظفين»؟!!

على اتحاد كرة القدم أن يبحث عن الرئيس المتفرغ.. وأمين عام النادي المتفرغ.. والإداري المتفرغ إن أراد أن يضبط العمل الإداري بعيدا عن «لعبة» المصالح الشخصية.

واللافت للنظر أن غير «المتفرغين» هم أكثر من يحرصون على الأضواء والتصريح لوسائل الإعلام، والأدهى والأمر أن تمتد الآراء حتى حول المسائل الفنية. والأغرب أن تكون القرارات الفنية بيد هؤلاء الذين لم يسبق لكثيرين منهم ممارسة اللعبة ولا يفهمون في شؤونها ولا تفاصيلها الدقيقة.

من المفترض أن تكون كرة القدم السعودية قد تجاوزت منذ سنوات طويلة مرحلة صنع القرارات والسيطرة على العمل الإداري من قبل غير المختصين، وغير المتفرغين، غير الملمين بالشأن الرياضي.

ما هي الميزة التي يملكها فرد واحد «غير متفرغ» يعمل موظفا في النهار ويأتي للنادي في المساء ليتحكم في مصير النادي سوى «الثقة» التي منحت له من قبل «شبه المالك» أو الداعم للنادي أو المالك المؤقت؟!!!

[email protected]