إعداد الأخضر..(معسكر النمسا)!!

هيا الغامدي

TT

في النمسا قلب أوروبا النابض، حطت رحال منتخبنا السعودي الأول، لإقامة معسكر إعدادي يتخلله مباريات تجريبية ثلاث كان قد أُعلن عنها استعدادا للاستحقاقات المقبلة إقليميا وقاريا، وبقراءة للأسماء المختارة نجد أن أغلبيتها من العناصر الشابة الجديدة! وباعتقادي أن (بيسيرو) كان قد تعمد اختياراته تلك لتكون متوافقة ومتلائمة مع استراتيجيته الجديدة في قيادة الأخضر، التي تقوم على أساس ضخ دماء جديدة، بروح واعدة،ونفس وليد، لبدء مشوار مليء بالطموحات والعطاء... والأهم... الرغبة في إثبات الذات، ولا سيما أن الاتحاد السعودي لكرة القدم كان قد أعلن سابقا عن نيته المشاركة في كأس الخليج القادمة بالعنصر الأولمبي، تحقيقا لأهداف كثر. وبالواقع، أنا مع التوجه هذا وأضم صوتي إلى من ينادي به، وخاصة أننا بصدد إيجاد صيغة عمل جديدة، (هوية أخرى)، أكثر فعالية ونتاجا للكرة السعودية!!

وعلى ما أظن، فإننا جميعا كنا قد استفدنا مما قد تم طرحه ومناقشته بالفترة الماضية، وخاصة لجان البحث والتطوير التي شكلت، والتي تعاظمت مسؤولياتها بالتحري عن الأسباب والمسببات بعد خروج المنتخب من استحقاقات كثر خالي الوفاض، كانت الطامة الكبرى «عدم تأهله لمونديال جنوب أفريقيا المقبل»، بعد أن اعتاد جيل بأكمله.. (رؤية).. منتخب وطنه بقائمة الـ32 الأفضل على مستوى العالم... ولكن؟!!

وفي حيز الأسماء المختارة - بصراحة - أستغرب ما يثار حاليا من وجهات نظر - برأيي - لا تصب في الصالح العام، ومن شأنها تأليب الشارع الرياضي ضد المدرب، الذي لا يحظى أصلا بتأييد أو تعاطف الكثير من النقاد والمتابعين!! فمن الخطأ والتهور، وهو مزلق ينحدر إليه بعض العقلاء، أن نردد الأسطوانة المعتادة: لماذا لم يضم.. (س).. ولماذا ضم.. (ص)..؟!وماذا لدى.. (ع).. وليس في.. (و)؟! سواء من لاعبي الخبرة أو العناصر المفضلة بالأندية، أو أولئك الذين قدموا موسما إيجابيا مع فرقهم، فحيال ذلك، وعلى الرغم من اتفاقي - نظريا - مبدئيا مع تلك الآراء، لكن من غير المجدي حاليا أن نعيد التواصل بفعالية مع قوائم.. (ليت).. و.. (لو).. التي لا تنتهي، فبيسيرو اختار قائمته وذهب بها بعيدا إلى بلاد الفرنجة لتطبيق أفكار وتصورات فنية بعينها. منطقيا وعقلانيا وبعيدا عن العواطف والميول التي لا تسمن ولا تغني من جوع غير معقول، فهل سألت تلك الأصوات - المطالبة بأسماء بعينها – نفسها: ما الذي قدمته من إضافات عناصر الخبرة التي يطالبون بها؟! وما الذي صنعته من إنجازات للمنتخب بالفترة الماضية؟؟!

يا هؤلاء، لماذا لا نعطي المدرب فرصة للعمل بعيدا عن المشتتات التي تكرر نفسها مع بدء كل معسكر إعدادي للمنتخب؟؟ لِمَ لا نعطي تلك الأسماء الجديدة دعمنا وثقتنا لتظهر أفضل ما لديها من إمكانات وتحقق لكرتنا السعودية ما عجز عنه أسلافها؟؟!.. أتمنى أن لا نتعجل الحكم المبدئي أو المسبق على نتيجة عمل هو في علم الله وحده!! وأن نعطي للجهاز الإداري والفني.. (القديم... الجديد).. فرصة للعمل بأجواء صحية نقية، بعيدا عن فرض الوصاية على المنتخب، الذي يهمنا جميعا من دون أدنى مزايدة من أحد!! وإن كنت هنا لأعيد ما أذكره دائما قبيل أي استحقاق (اتركوا المدرب يعمل... ومن ثم حاااااااسبوه)، فالإعداد الحالي يستحق أن نتفاءل به كثيرا، صدقوني...المؤشرات تبشر بالخير، والمباريات التجريبية.. (هالمرة).. ثقيلة، وستؤتي نفعها إذا ما أحسنا الاستفادة منها، وخاصة أن النية معقودة لتحقيق نتيجة مشرفة بإذن الله.