الاتحاديون ومطالب برئيس «مشكلجي»

موفق النويصر

TT

حرصت خلال الأيام الماضية على رصد ردود أفعال عدد من مشجعي نادي الاتحاد السعودي، وخاصة بعد أن تمسك الدكتور خالد المرزوقي رئيس مجلس إدارة النادي، بموقفه السابق بشأن استقالة إدارته.

الغريب أن موقف الكثير من الاتحاديين ممن التقيتهم أو استمعت إليهم، ولا أدعي أنهم يمثلون جميع الشرائح، قد أصابني بالذهول والإحباط، عندما اعتبروا أن جلوس الجراح السعودي خالد المرزوقي على كرسي الرئاسة، كان خطأ وقع فيه أصحاب القرار في البيت الاتحادي!

الأدهى والأمر من ذلك عندما تمادى بعضهم ونعت المرزوقي وإدارته بألفاظ وتوصيفات غير لائقة، متجاهلين دور هذه الإدارة في تحقيق الفريق لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال لأول مرة، وهي التي استعصت عليه خلال العامين الماضيين.

المرزوقي الذي فاجأ الوسط الرياضي بحديثه الإعلامي لصحيفة «الاقتصادية» يوم الخميس الماضي، قال إنه امتثل لأمر والديه بالابتعاد عن المجال الرياضي بعد أن تجاوزت الإساءات التي تعرض لها جميع الخطوط الحمراء، مضيفا أنه تلقى رسائل بذيئة جدا، وأنه لم يستوعب حتى الآن كيف قام باعثوها بكتابتها، الأمر الذي جعله يندم على دخوله المجال الرياضي.

من وجهة نظر شخصية، أعتقد أن الرقي في التعامل مع الخصوم، ومحاولة التقارب مع جميع الأندية التي انتهجها الدكتور المرزوقي في هذا العام، ليست مطلبا لدى شريحة ليست قليلة من الاتحاديين، وأن هذه الجماهير لا تحبذ رئيسا مسالما يهتم بأمور ناديه وحده، بل تفضله «مشكلجي» يستطيع إثارة المشكلات والزوابع حول الفرق الأخرى، بما يصرف تركيزها عن أمورها الرئيسية، وانشغالها بأمور جانبية، فتفقد تركيزها وبالتالي تخسر في سباقها الكروي، هذا بالإضافة إلى قناعة الكثير من الاتحاديين أن فريقهم يتعرض لظلم مستمر، وأن هذا الرئيس قادر على انتزاع «حقوقه» المسلوبة، كما يستطيع رفع الضغط عن نجوم فريقه.

وإلا كيف نفسر رفض قامات اتحادية كبيرة، مثل الأمير طلال بن منصور الرئيس الفخري لهيئة أعضاء الشرف، والأمير خالد بن فهد، ومحمد بن داخل الجهني، وإبراهيم أفندي، وأحمد مسعود، وعبد المجيد كيال، والمهندس حسن جمجوم، وأحمد فتيحي، وحسين لنجاوي، وغيرهم، العودة إلى كرسي الرئاسة، أو اقتناعهم بجدوى الدعم عن بعد، دون الهبوط إلى دهاليز القرار المظلمة.

الأكيد أن ابتعاد الدكتور المرزوقي عن المجال الرياضي رغم تبقي ثلاثة مواسم من فترة ولايته، يعد خسارة كبيرة للرياضة السعودية، والأكيد أيضا أن الجمعية العمومية لنادي الاتحاد التي ستعقد يوم الخميس المقبل، ستستعرض أهم أعمال إدارة المرزوقي وإنجازاتها والأوضاع الإدارية والمالية لها، ومن ثم النظر في قرار الاستقالة والأسماء المرشحة لشغل منصب رئيس مجلس إدارة النادي. فهل سيتحقق مطلب البعض بتولي رئيس «مشكلجي» دفة الأمور.. أم ستتغلب لغة العقل مرة أخرى ويتم اختيار رئيس جديد بمواصفات المرزوقي.. سؤال سنرى إجابته في الأيام المقبلة.

[email protected]