اطردوا رابح سعدان!

مساعد العصيمي

TT

أشد ما أخشى على المنتخب الجزائري قبل خوض غمار المونديال هو ما يذهب إلى العبث الدائر تجاه المدير الفني رابح سعدان، من حيث إن كثيرين قد استمرأوا نقد هذا المدرب، بل وباتوا يشيرون إلى توقعات فارغة وحسابات ضارة.. ليس إلا أن سعدان قد تجاوز اللاعب الفلاني.. ولماذا اختار المعسكر العلاني.. هي منظومة المدرب العربي وتعاملنا معه.. رغم أن هذا المدرب القدير قد أخرج الكرة الجزائرية من عنق الزجاجة.. ناهيك بخبرة مونديالية عريضة يمتلكها.

هو الآن إزاء حسابات مختلفة، فمن يخوض المونديال ومن خلال مجموعة تتزعمها إنجلترا أحسب أن وقعه وعمله سيكون مختلفا عما كان عليه خلال التصفيات الأفريقية وحتى ما ذهب إلى بطولتها.

سعدان كغيره من المدربين العرب الذين يتسنمون المسؤولية، تجتاحه الضغوط والآراء الفارغة وبما يكفي حتى تشغله عن مهمته الأساسية.. وسط صمت من اتحاده المحلي ودهشة مثيرة للعجب من قبل الإعلام الجزائري.. أقول إنه ليس هناك مقارنة يمكن أن نستند عليها بين ما يعانيه سعدان وما يذهب إلى مدرب الديوك الفرنسية السيد دومنيك.. فالأخير ووفق الحسابات يقود منتخبا أخذ عطاؤه في التراجع منذ انتهى المونديال السابق، وبطولة أمم أوروبا الأخيرة شاهد على ذلك، وتصفيات التأهل إلى المونديال الجاري تؤكد ذلك.. وعليه فإن العطاءين متباينين.. ولا سبيل لجعل النقد الموجه إلى كليهما في إطار الأمر المباح كما أشار زميل جزائري لأن الفوارق حاضرة.. من حيث إن سعدان قد تجاوز الفريق الأفريقي الأقوى بكل المقاييس وهو المصري، وحضر عبره إلى جنوب أفريقيا.

من هذا فلنمنح الرجل الثقة التي يستحقها.. وقبل كل ذلك لندعه يعمل في هدوء.. دعوا المعسكر واختيار اللاعبين، قدموا الثقة، وبعد انتهاء المهمة لا بأس من الحساب.

قبل أن أختم ثمة أمر مقلق.. وقف عليه كثيرون.. أود إيصاله إلى الخبير سعدان.. هو أمر يذهب إلى الحال النفسية للاعبيه حين احتدام المنافسة، فمن جهتي كعربي مطلع من بعيد ووفق عاطفة لا تنحاز وإن غلفت ببعض انتماء ومحبة، فإن أشد ما أخشاه على المنتخب الجزائري هو خروج لاعبيه عن الروح الرياضية وممارستهم الاحتجاج بفجاجة لمسناها خلال كثير من المباريات.. وبما يفقد فرقة سعدان الثبات والتكامل ويعرضها لخسائر مؤلمة.. وليس الموقف مع مصر ببعيد.. من جهتي أرى أن ذلك يحدث في منتخب الجزائر أكثر من غيره، وخلال المونديال لا سبيل للمنافسة إلا بضبط الأعصاب والمحافظة على التكامل، وأتمنى أن يحسب سعدان حساب ذلك وبما يجعل لاعبيه من النضج التعاملي ما يفوت أي فرصة للاهتزاز أو النقص.. لأن المنافس في المونديال قوي والفرص دائما متاحة لمن هو في كامل حضوره.. أولا.. ومن ثم اتزانه وهدوئه..

[email protected]