حتى لا نفاجأ بمنتخب هزيل

موفق النويصر

TT

يخوض المنتخب السعودي في هذه الأيام عددا من المباريات الودية الدولية مع منتخبات الكونغو ونيجيريا وإسبانيا خلال معسكره الحالي بمدينة لينغن فيلد النمساوية، استعدادا لمشاركته في بطولة كاس الخليج العشرين المقرر عقدها في اليمن، ومن ثم نهائيات كاس أمم آسيا 2011 في الدوحة بقطر.

ورغم أن الحكم على المنتخب الأول من خلال هذه المباريات أو التي ستليها، سابقا لأوانه، فإن جميع المؤشرات التي أراها لا تبشر بخير. فالعناصر التي تم استدعاؤها هذه المرة، رغم أحقية معظمها بارتداء شعار المنتخب، فإننا كمراقبين نشعر بأن هناك شيئا مفقودا داخل الملعب، قد تكون التوليفة الجديدة التي لم نألفها بعد، أو المنهج التدريبي المتبع من قبل خوزية بيسيرو، أو بسبب غياب عدد كبير من العناصر التي تشعرك بقدرتها على إحداث فرق، سواء كانت أساسية في المباراة أو على دكة الاحتياط.

المتابع للمنتخب السعودي خلال السنوات الخمسة الماضية، يجد أن العنصر المشترك لجميع الأجهزة التدريبية التي تولت الإشراف عليه، محلية كانت أم أجنبية، اتفقت على عدم الثبات على تشكيل واحد، وأن هذه التشكيلة قد تتغير بشكل كبير من بطولة إلى بطولة، وفي أحيان أخرى من مباراة إلى أخرى.

ولا أخفي سرا إذا قلت إنني استبشرت خيرا باللجنة الخبيرة التي تمت الاستعانة بها للإشراف على تطوير الكرة والمنتخبات السعودية، لما تملكه من تاريخ ناصع البياض في هذا المجال، ولكن بعد الإقرار بإبقاء البرتغالي بيسيرو على رأس الجهاز الفني، فقدت الكثير من حماستي السابقة، خصوصا وأن المدة المتبقية لإعداد المنتخب لبطولة الخليج المقرر عقدها في الفترة 22 نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى 4 ديسمبر (كانون الأول)، ومن بعدها بشهر ستكون نهائيات كأس آسيا، ليست بالكافية، ولا تحتمل المزيد من التجارب، إذا رغبنا أن نبتعد خطوة واحدة للأمام، بعيدا عن مركز الوصافة في آسيا، الذي ارتبط بالكرة السعودية خلال البطولات الأخيرة.

الغريب أن من يرصد حركة تنقلات المدربين المحترمين وأصحاب البصمات التدريبية حول العالم، ومحاولات الكثير من دول الجوار أو حتى البعيدة عنا، لاستقطاب أسماء عالمية لتدريب منتخباتها، يستغرب إصرار المسؤولين لدينا على أسماء المدربين المغمورين، أو أولئك الذين لا يمتلكون سجلا تدريبيا حافلا للإشراف على المنتخبات السعودية، فمن الألماني اوتو بفيستر إلى التشيكي ميلان ماتشالا إلى الهولندي جيرارد فانرليم إلى مواطنه مارتن كوبمان إلى البرازيلي خوليو سيزار أنجوس وأخيرا البرتغالي خوسيه بيسيرو، يلاحظ أن جميعهم رغم اختلاف مدارسهم الكروية إلا أنهم يشتركون في كونهم غير معروفين قبل وصولهم لتدريب المنتخب السعودي.

الأكيد أن القائمين على المنتخبات السعودية لديهم إلمام أكبر باحتياجات المنتخبات في كل مرحلة، ولكن التجارب الماضية علمتنا أن الحديث شيء والتنفيذ شيء آخر، وكل ما نتمناه أن لا نراهن على عاملي الوقت والتجريب، فنفاجأ بمنتخب هزيل قبل مشاركاته المقبلة، فنعود لسابق عهدنا بإقالة المدرب في اللحظات الأخيرة، والاستعانة بمدرب وطني يحاول إصلاح ما لا يمكن إصلاحه.

[email protected]