الأندية.. عيون المنتخب ولكن!!

هيا الغامدي

TT

حسب قوانين الانعكاس، العالم الخارجي.. (انعكاس).. لما بالعالم الداخلي، وفي الرياضة، كما الحياة، البناء القوي.. الذي يعتمد على نوعية المادة الخام المصنوع منها، والأهم.. (الأساس) هو.. البنية التحتية. فالاستنفار، الذي تعيشه أنديتنا حاليا، بحثا عن تأمين جدرانها المناعية وتقويتها بالعنصر الأجنبي، حالة طبيعية، وهو ظاهرة عالمية بعصر تحكمه المادة والاحتراف، ليس ذاك بيت القصيد، فما أعنيه أن بعض الإدارات تغالط نفسها بهذا الموضوع تحديدا، وبالآخر المتضرر هو (النادي)... لا أكثر!! وبصراحة، الإدارة التي لا تكلف نفسها جلب لاعبين يكونون أصحاب تأثير إيجابي، ويتركون (بصمة) على الفريق، فلا يجب أن تكلف ذاتها –أصلا - الإقدام على خطوة فاااااشلة من الأساس!!

فأحيانا، يؤتى بلاعب (عالمي) ذي شهرة كبيرة بسالف العصر والأوان، غير أن عطاءه وتفاعله مع الفريق، ومستواه الحالي و.. و.. لا يساعده على تقديم مستوى وناتج مقبول، وأحيانا ولا حتى المستوى الأدنى، مع أنه لاعب نجم ومن دوري مشهور!! والعكس... صحيح، فالإدارة الكروية العقلانية هي التي تفرض (المنطق/ والمعقول) بتعاملها بهذا الجانب، وأنا شخصيا ضد الصفقات الباهظة في لاعب (نص كم)!!.. فاللاعب المنتج حتى لو مغمورا على مستوى العالم، غير أنه نافع ومفيد، ويقدم المطلوب منه بالتعاون مع زملائه، (أفضل)... لطالما يحقق لي الإنتاجية والنتائج المطلوبة بالملعب!!

والطامة الكبرى أن الإعلام... (ما يصدق خبر) بإعلان الأنباء، ولو كانت (مفبركة) عن صفقات الأندية المدوية مع أسماء عالمية، فما بالك لو كانت جدية وتستمر حالة البهر، وهذا ليس ذنب الإعلام، لأنه وجد مادة يتحدث فيها، ولكنه ذنب الإدارات التي لا تعمل على استراتيجية واضحة قائمة على أساس مبدأ الإنتاجية بالاختيار!! وفي الآخر، من يخسر هو النادي.. الخزينة.. المركز (الخانة).. واللاعب المحلي.. (البديل.. المحروق)، الذي يحرم من فرصة إثبات الذات وتقديم ما يشفع له بالوصول إلى مرافئ المنتخب الوطني!

أحيانا، يكون هناك عوامل خارجة عن إرادة المحترف الأجنبي، لا تساعده على إظهار أفضل ما لديه، وهذا شيء طبيعي وعالمي نراه ونلمسه، وهي مسألة نسبية كما أنها وضعية يحكمها التعود، ناتجة عن اختلاف البيئات والتفكير والعقليات التدريبية والذهنية، فالغربة كربة كما يقولون، لكن مع الانسجام والتآلف والتعاون مع المجموعة تلغى كل تلك المعيقات، ولكن متى ما استمر الحال على المنوال ذاته، فهذا معناه خلل باللاعب نفسه، والأكثر خللا بالآلية التي جُلب بها للفريق، ليكون عونا له... لا عالة عليه!!

محليا.... (أقولها وأجري على من خلقني).... أنديتنا بصراحة مقصرة مع الخامات الجيدة بالأندية الصغيرة... (أندية الظل)، فالضوء محصور.. و(الفوكس).. يكاد يكون محجوبا عن تلك المواهب الواعدة التي تحتاج لمن يظهرها للساحة الكروية بشكل أكبر، تحتاج لمن لديه القدرة المادية والإعلامية - كما الأندية الكبيرة - للظهور، والانطلاق إلى عالم النجومية والأضواء، كونها تملك - ما هو أهم مما لدى أجنبي تعدى الـ30 - المستقبل الواعد، وبالذات ونحن نصور التجربة من ناحية وطنية خالصة تصب بمصلحة الكيان الأكبر (المنتخب)، ولعمري إنه لقمة الاستثمار، الاستثمار بالمادة الخام الحية، فالمردود للوطن، وهو الذي يعيش حاليا مرحلة انتقالية من التجديد والتحديث والبناء ورصف اللبنات الصغيرة بطريقة تمهد لمستقبل أكثر قوة وثبات بشتى الاستحقاقات! والطامة التي تقع بها كثير من الأندية.. (التركيز) على العنصر الجاهز... (المُعَلّب) أو.. التك أواي، على الرغم من أن ذلك يحتاج لاستعراض مستقل، غير أنها... سيرة وانفتحت، أعني هنا... (الأكاديميات).. التي نسمع عنها ولا نراها... لماذا؟!!

أنديتنا... (عيون للمنتخب)، ويجب أن تستوعب إداراتها استثمار الأموال بما هو عائد للوطن، خاصة مع اشتداد وطيس حمى أسعار عقود اللاعبين الأجانب (المميزين)، وتفاعل رؤساء الفرق مع جنون أسعار سوق الانتقالات ولو بقطع الطريق على الآخر... عجبي!!