أحلام المهنا!

مساعد العصيمي

TT

يقول رئيس لجنة الحكام عمر المهنا في لقاء تلفزيوني على القناة السعودية الأولى إن اتحاد كرة القدم، وعبر اجتماع لافت، قد ضمن له مستقبلا إيقاف كل من يسيء للتحكيم بغير حق.. بما يعني أن هناك قرارات نافذة ستطال أولئك الذين تعودنا على أن يكونوا خارج إطار العقاب.. أولئك الذين استمرأوا التهكم والتطاول والتشكيك في الذمم.

هنا أقول وأمري لله: هل حقا سيحدث مثل ذلك؟ نتمنى.. لكن المؤشرات وتجارب السنين توحي بتشاؤم.. والسبب أن الأسطوانة هي.. هي.. لا جديد، قرارات وتوصيات.. تبتعد عن البعض من أولئك الذين لهم في الشأن تحد، وتطال البعض الآخر من الإداريين البسطاء.

لن أُضعف تفاؤل المهنا، لكن هي المنظومة التي علمناها.. ندركها ونعلمها، وما نفهمه أيضا أن إخفاق التحكيم ليس من قبل الحكم نفسه؛ بل من اتحاده الذي لم يستطع حمايته، بل استمرأ الانقياد لمسيري الأندية حتى بلغ بعضهم من التحدي أن أراد أن يلغي كل ما من شأنه أن يكون حكما سعوديا.. وكأن نجاحه مرتبط بإبعادهم على الرغم من أنه أكثر من اتهم بمحاولة استمالة بعضهم!

نعم، على اتحاد الكرة أن يدرك أنه هو أولا وأخيرا المعني بإعادة القيمة، وليست الهيبة وحدها، للحكم السعودي. أما كيف؟ فبالنظام الذي يطال الكبير ليخشاه الصغير.. يرتدع منه عضو الشرف قبل الإداري، واللاعب قبل المدرب. أما أن نصبر ونصبر، فأحسب أنه لن يبقى لدينا أي حكم قادر على مواجهة أولئك المتطاولين الذين عاثوا في المنظومة كيدا وشتما وتشكيكا وتغيير أسماء، واسألوا الآخرين عن حقوق حكامهم كعاملين لأن لهم حقوقا وكرامة لا بد من أن تصان. وهل نذكر هنا ما طال مسؤول النادي خلال البرنامج الخليجي الشهير بعد اتهامه رئيس لجنة الحكام بالمحاباة.. وكيف أن النيابة قد تلقفته لإثبات ما قال.. أو السجن؟ إذ من المهم أن يكون دور اتحاد الكرة المحافظة على كرامتهم.. يحميهم من المتربصين بهم، وقبل ذلك يطورهم ويدفعهم إلى آفاق أكبر.

نعم هو المعني بإقرار النظام وسن القرارات. أشدد على ذلك على الرغم من أن لدينا تجاوزات تطال غير التحكيم، بل قفز على اللوائح والسياج.. واسألوا أولئك الذين لم يدخلوا في إطار المسموح لهم بالنزول للملعب كيف كان التحدي من قبلهم وهم يلاحقون الكاميرات لكي يثبتوا أن لا أحد يقدر على ردعهم.

أحترم المهنا وزملاءه وأتوسم فيهم الخير.. لكن أتمنى أن يكون شرط استمرار لجنته مرتبطا بتثبيت ما أقره اتحاد الكرة من معاقبة المتجاوزين مهما بلغ شأنهم وإعلان ذلك رسميا وبضوابط تصل إلى الإبعاد والشطب حين التمادي. وإن لم يحدث، فالابتعاد بالاستقالة أفضل، لأنه لا جديد تحت الشمس.. سيستمر الضعف والوهن.. والمد الأجنبي الذي تجاوز المقرر له بفضل التنازلات!

[email protected]