إن كان بيسيرو قدرنا!

موفق النويصر

TT

تلقيت خلال الأيام الماضية عبر البريد الإلكتروني رسائل عتاب كثيرة حول مقالي السابق «حتى لا نفاجأ بمنتخب هزيل»، لكون المنتخب في بداية برنامجه الاستعدادي لبطولة الخليج العشرين المقرر عقدها في اليمن ومن بعدها نهائيات أمم آسيا في دوحة قطر، ومن الصعب الحكم عليه الآن.

الحقيقة الوحيدة التي أتفق فيها مع من اختلف معي، هي أن المنتخب السعودي ما زال في بداية استعداده، ولكني ما زلت مصرا على أن إمكانية حدوث تغيير في منهج المدير الفني للمنتخب خوسيه بيسيرو يكاد يكون معدوما، وذلك لسببين:

الأول: أن المنتخب أو الكرة السعودية بشكل عام كرة هجومية، ولم تكن يوما خلاف ذلك، إلا عندما أشرف عليها البرازيلي كارلوس ألبرتو بريرا في عام 1989، وحقق معه المنتخب كأس أمم آسيا للمرة الثانية.

الثاني: ما يتبعه بيسيرو حاليا يعتمد بشكل كبير على إغلاق المنافذ الخلفية، ومن ثم محاولة خطف هدف من كرة ثابتة أو بمجهود فردي من لاعبي الهجوم، عبر الاختراق المباشر لدفاعات الخصم، ومن ثم الحفاظ عليه.

ونظرا إلى أن معظم عناصر المنتخب الحالية حديثة عهد بتمثيل الفريق الأول، وتحتاج إلى مشاركات رسمية كثيرة كي تكتسب الثقة التي تؤهلها للعب هكذا أدوار، تظل المراهنة على تنفيذ هذه الخطط مغامرة غير محسوبة.

ولو عدنا بالذاكرة قليلا إلى الفترة التي أشرف فيها بيسيرو على الفريق الأول بنادي الهلال، لتذكرنا أن الاستغناء عنه كان والفريق متصدر لبطولة الدوري، ولكن إقالته تمت لكون أسلوبه التكتيكي لا يناسب الكرة التي تعود عليها الهلاليون.

وكذلك الحال مع المنتخب، فلو استعرضنا المباريات التي أشرف عليها بيسيرو، سواء كانت رسمية أو إعدادية، بالعناصر الأساسية الخبيرة أو البديلة، سنلاحظ أن العلة هي ذاتها، متمثلة في ضعف التسجيل، أو بمعنى أدق غياب الحلول الهجومية للفريق.

الأكيد أن تعدد المدارس التدريبية التي أشرفت على المنتخب الأول خلال العقدين الماضيين، اتفقت جميعها على أن الكرة الهجومية هي الأنسب للكرة السعودية، وهي التي أكسبتها هيبتها الحالية، فالأندية على اختلاف إداراتها، تحرص على استقطاب المدربين ذوي النزعات الهجومية، لذلك نجد أن الأندية السعودية تحظى بمعدل تهديفي عال في البطولات المحلية أو الخارجية، سواء كان المنافسون من شرق القارة أو غربها.

لذلك أرى أن اختيار بيسيرو من الأساس كان خيارا خاطئا، والتمديد له على رأس الجهاز الفني استمرار لهذا الخطأ. ولكن من الواضح أن القائمين على المنتخب يرون في بيسيرو ما لا نراه. وعليه، فما دام أن بيسيرو أصبح قدرنا في المرحلة المقبلة، اقترح عليه أن يتخلى عن عرضه المسرحي داخل المنطقة الفنية في كل مباراة، والعمل مع مساعديه، الذين لا نعلم عنهم شيئا، على تطوير قدراته الهجومية، بما ينعكس إيجابا على المنتخب، أو أن تعمل إدارة المنتخب على تدعيم جهازه الفني بمدرب ذي نزعة هجومية، لمعالجة العجز الموجود لدى السيد بيسيرو الآن.

[email protected]