هل أصبح السعودي محطة إعداد؟!

مساعد العصيمي

TT

لا أعلم.. لكن جدير أن نجتر كثيرا من الألم والحسرة ونحن نلاقي المنتخب الإسباني مساء اليوم.. هذا المنتخب المدجج بالعدة والعتاد، وبما جعله الأفضل عالميا.

نتألم لأن تأهلنا إلى المونديال قد أضعناه بأيدينا.. في وقت كان المنافسون أقل ما يقال عنهم إنهم متواضعون.. فهناك فرق ما بين كرة السعودية وتلك التي تملكها كوريا الشمالية ونيوزيلندا والبحرين.. ما علينا، لكن ها هي أخطاؤنا تتكرر وتتكرر حتى بتنا أصحاب تقليد لا نحيد عنه.. سواء ما ذهب إلى اختيار المدربين، أو التعامل مع اللاعبين، بل وإدارة منافساتنا المحلية، تلك التي أعييناها حتى باتت مشتتة ممطوطة تعاني كثيرا من الخلل.. وفي كل مرة نقدم الوعود على أنها ستكون بحال أفضل من التي قبلها.

أعود إلى لقاء إسبانيا.. لأؤكد أنها مواجهة بقيمة عالية.. لكن للأسف نخوضها بلا طموح.. بل لأجل أن نعد البطل الأوروبي للمونديال.. بما يشير إلى أننا محطة إعدادية له ليس إلا.. لا ألوم بيسيرو ولا اللاعبين، وإن كنت أتمنى أن يكونوا اليوم أفضل حالا كي يعطوا التصور الأمثل عن كرتنا القوية الجديرة.. لا تلك التي قال عنها العضو «المسكين» الممسوخة.. وأحسب بل أجزم أنها لم تكن في يوم من الأيام ممسوخة، هي تعاني فقط من ضعف الإدارة.. وتوتر القرار.. أما ما يذهب إلى تنافسها ولاعبيها وأجانبها فهي ذات القيمة المرتفعة القوية القادرة.. لكن ليس ذنبها أن يكون لها في كل عام أكثر من مدرب للمنتخب، وليس ذنبها أن تتجاوز اختيارات مسيريها المبدعين.. وليس ذنبها أن تعنى بالمواجهات التجريبية القوية.. حين «انتهى المولد».

السعودية، وبلا لبس أو مبالغة، هي الأفضل مهارة وتنافسا على الصعيد الآسيوي.. لكن لم نحسن توجيه هاتين القوتين.. وحسب إسبانيا اليوم أنها ستنعم بهذا الشأن لأجل الخروج بفائدة تحتاج إليها رغم أن الأخضر يعاني من غضب الإصابات، الأمر الذي غيب مبدعين كثر.. أجزم أن الإسبان هم الخاسر الأكبر من عدم وجودهم.

لدينا تطلع كروي كبير حتى ونحن بعيدون عن المونديال.. هو تطلع مشروع نتمنى أن نكون قد تعلمنا منه، خاصة فيما يذهب إلى الصبر وترويض النفس لأجل انتظار النتائج، لكن تتبقى لنا ملاحظة مهمة، وهي أن المصاعب الكبيرة، كما هو عدم التأهل، تفرز الدروس التي تقود إلى القوة والنضج ومن ثم العمل السليم، نضع المصلحة العامة فوق كل شيء.. فمن يخدم المنتخب هو المفضل.. والأهم.. إن من هو ذو طموح عليه أن يتعلم كيف يصبر.

[email protected]