لا تضللنا نتيجة إسبانيا

موفق النويصر

TT

اتفق 3 خبراء كرويين سعوديين مع ما ذهبت إليه في مقالاتي السابقة حول المنتخب السعودي، من أن خط الهجوم هو أقل خطوط الفريق عطاء، وخاصة في المباريات التي أشرف عليها البرتغالي جوزيه بيسيرو.

وشدد الخبراء: علي كميخ، ويوسف عنبر، وبندر الجعيثن، خلال التقرير الذي نشرته «الشرق الأوسط» على صفحاتها أول من أمس، على أن مستوى الفريق كان تصاعديا خلال المباريات التي لعبها في معسكره بالنمسا، إلا أن اعتماد المدرب على طريقة (4/5/1) المميزة بشقها الدفاعي، واللعب برأس حربة واحد، بالإضافة إلى غياب الدعم القادم من لاعبي الوسط وظهيري الجنب، تسبب في ندرة الهجمات المرسومة على مرمى الخصوم، وبالتالي ظلت فرص التسجيل مرهونة بالكرات الثابتة.

الغريب أن ما طالعتنا به الصحافة السعودية في اليوم التالي للمباراة كان مبالغا فيه، وتجاهل عدة حقائق، أهمها أن الفرق أو المنتخبات الكبيرة عندما تلاقي فرقا أو منتخبات أقل منها في المستوى، أو عندما تغيب الحساسية بين الفريقين المتقابلين، يكون عادة عطاؤها داخل الملعب أقل من الطبيعي، لإحساسها بقدرتها على تعديل النتيجة في أي وقت من المباراة، وهذا ما حدث أمام المنتخب الإسباني قبل أيام، حيث سجل الإسبان هدف الفوز في الوقت بدل الضائع من المباراة، وحدث أيضا في عام 1999 مع المنتخب البرازيلي في بطولة كأس القارات التي أقيمت في المكسيك، عندما تعادل المنتخب السعودي مع البرازيل بنتيجة (2/2)، انتفض المارد البرازيلي في شوطي المباراة لينهيها بنتيجة (8/2).

ولذلك، لو كان المنتخب الإسباني يقابل البرازيل أو إيطاليا أو إنجلترا أو أيا من الفرق التي عادة ما تشهد لقاءاته بهم تنافسات حامية، لشاهدنا المنتخب الإسباني بمستوى مغاير لما كان عليه أمام المنتخب السعودي.

وكذلك الحال عندما تكون الأوضاع بالعكس، فالفرق أو المنتخبات الصغيرة عادة ما تتألق أمام الفرق أو المنتخبات الكبيرة، وتكون في أسوء حالاتها عندما تلاقي من هي دون مستواها، بدليل تعملق بعض المنتخبات الخليجية والعربية عندما تلاقي المنتخب السعودي في البطولات التي تجمعهم ببعض.

الأكيد أن الأداء العام للمنتخب يشهد تحسننا ملحوظا من مباراة إلى أخرى، والتوقع أن يشهد هذا المستوى تقدما بعد تمتع اللاعبين بإجازتهم السنوية وشفاء المصابين من إصاباتهم وعودتهم لقائمة الأخضر، ولكن ينبغي أن لا تضللنا النتيجة أو المستوى الذي آلت إليه مباريات معسكر النمسا، وخاصة المباراة الأخيرة أمام إسبانيا. بل ينبغي للقائمين على إدارة المنتخب، وهم أهل لذلك، دراسة جميع السلبيات التي تعترض طريق الجهاز الفني، وخاصة في شقه الهجومي، ومناقشة المدير الفني السيد بيسيرو في ذلك، والعمل على تحسين ذلك في الأيام المقبلة بشتى الوسائل، قبل أن تفاجئنا مباريات كأس الخليج العشرين ومن بعدها نهائيات كأس أمم آسيا 2011 بالدوحة، بأوضاع لا تسر صاحبا ولا عدوا.

[email protected]