الفيفا يغتال أحلام الفقراء!!

فيصل أبو اثنين

TT

مع اقتراب العد التنازلي لانطلاق مباريات كأس العالم الذي يترقبه الملايين من المشاهدين حول العالم يبرز إلى الذهن الدور الكبير الذي يضطلع به الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في نشر هذه اللعبة وسن التشريعات الخاصة بها حول العالم وهو في الحقيقة حتى نكون منصفين نجح في جوانب وأخفق في جوانب أخرى، فالنجاح الذي حققه كان في استقلالية الاتحادات الكروية عن السطوة السياسية ودكتاتورية بعض الحكومات فهو يحمي تلك الاتحادات ويمنع إقالتها لمجرد رغبة الحكومة في ذلك، كما أنه يطور ويعدل الكثير من الأنظمة والتشريعات التي تحفظ حقوق الجميع من عاملين ومستثمرين ويضمن العدالة ورد الحقوق لأصحابها، والكثير من الأمور الإدارية والتنظيمية التي تحتاج لمساحة أكبر لسردها ولكني سوف أتحدث عن الكثير من السلبيات التي تؤثر على مستقبل رياضة كرة القدم في العالم وأهمها تشفير مباريات كأس العالم واقتصارها على القادرين على الاشتراك في القنوات المالكة للحقوق الحصرية وهذا فيه ظلم كبير وإجحاف في حق المليارات من البشر حول العالم الذين ينتظرون هذا الحدث الهام كل أربع سنوات للاستمتاع بمشاهدة نجومهم المفضلين حول العالم ولكنهم حرموا تلك المتعة لأن الحقوق قد أعطيت لأصحاب الملايين لزيادة ثرواتهم على حساب متعة الفقراء؟! فالفيفا عندما يجمع تلك المبالغ الهائلة من الحقوق ويصرف بعضا منها على ما يسمى بتطوير كرة القدم حول العالم وهو مشروع فاشل لأن أغلب المدربين الذين يرسلونهم للتطوير يفسدون أكثر مما يطورون وهم من فئة العاطلين في بلدانهم!! كما أن توقيت البطولة يدل دلالة واضحة وبما لا يدعوا للشك أن الاتحاد الدولي لا يعرف كيف يختار الوقت المناسب لبدايتها فأغلب الدوريات العالمية لم تنته إلا قبل أسابيع قلائل من انطلاقتها وجل اللاعبين المشاركين، خاصة النجوم الكبار، في حالة من الإجهاد والإرهاق البدني والنفسي وبحاجة للراحة الطويلة حتى يستعيدوا نشاطهم وحيويتهم، هذا عدا الإصابات التي غيبت الكثير من النجوم عن تلك البطولة نظرا لسوء توقيتها، وكان من الأجدى بدايتها في منتصف الموسم بحيث يكون الغالبية من النجوم في كامل جاهزيتهم وعافيتهم مما يزيد من قوة وجمالية المباريات ويجعلها تحفظ في الذاكرة لمدة طويلة كما كنا نحفظ مباريات كأس العالم القديمة منذ زمن بعيد ولكن الفيفا يغتال متعة كرة القدم!! كما أن اختيار البلد المستضيف يجب أن يتوفر فيه كل المرافق التي تساعد على نجاح البطولة من أمن وسكن ومواصلات متنوعة وهو ما لا يتوفر للدولة المستضيفة وربما يؤثر على الحضور الجماهيري للمنتخبات المشاركة وهذا عامل أساسي لنجاح أي بطولة ولكن الفيفا يغتال كرة القدم!!

فنحن ما زلنا ننتظر إعلان المرشح الخليجي والعربي السيد بن همام لترشيح نفسه لقيادة الاتحاد الأكبر لكرة القدم وإعادة الحقوق المسلوبة للعبة الشعبية الأولى في العالم وإعادة حقوق الفقراء ومتعة كرة القدم المسلوبة.

[email protected]