مونديال 2010.. للمدربين الوطنيين!!

هيا الغامدي

TT

المتأمل للأسماء التدريبية التي ستكون حاضرة بمونديال الجمعة المقبل بأقصى جنوب القارة السوداء، يستطيع استخلاص كم الأسماء التدريبية الوطنية التي ستسيطر على قيادة الدفة الفنية للمنتخبات العالمية الـ32 على حساب المدربين الأجانب!! فهناك ما يقرب من 23 منتخبا كأغلب أعم يقودها مدربون وطنيون، من أبرزهم وأكثرهم شهرة وإنجازا الإيطالي «ليبي» مدرب المنتخب الآزوري حامل اللقب، والألماني «لوف» مدرب منتخب الماكينات، والإسباني «ديل بوسكي» مدرب منتخب الماتادور، والبرتغالي «كراوش» مدرب برازيل أوروبا، والهولندي «بيرت فان مارفيك» مدرب منتخب هولندا، والدنماركي «أولسن» والسلوفيني «ماتياز تيك» لتدريب منتخبي بلديهما، وذلك في أوروبا.. ودول أميركا يقودها مدربون وطنيون ابتداء بالولايات المتحدة الأميركية «برادلي»، والوسطى – اللاتينية المكسيكي «خافيير أغيري» للمكسيك، والجنوبية البرازيلي «دونغا» للبرازيل، والظاهرة الكروية - الأعجوبة - الأرجنتيني.. «مارادونا» الذي يقود منتخب بلاده، ووطنيون من باراغواي، وأوروغواي، وتشيلي لمنتخبات بلادهم!

آسيويا.. يأتي الياباني «أوكادا» الأبرز مدربا للأزرق الياباني، والتوأم غير السيامي «هون» اللذان يقودان شمال وجنوب كوريا..!! حتى دولتا أستراليا ونيوزيلندا يقودهما طاقمان تدريبيان وطنيان. أما بالنسبة لقارة الحدث - أفريقيا - فليس هناك مكان للمدرب الوطني عدا «سعدان» الجزائر، فمن عداه أجانب، أبرزهم البرازيلي الداهية «كارلوس بيريرا» مع المستضيفة جنوب أفريقيا، ومدربون من دول أوروبا كغانا (صربي)، الكاميرون (فرنسي)، نيجيريا وكوت ديفوار (سويديان)!!

ويبقى الأغلى مكانة.. وشهرة.. وأجرا.. الإيطالي «فابيو كابيللو» الذي يدرب إنجلترا، المدرب الذي أحدث نقلة إيجابية وحيوية لهذا المنتخب العريق، والذي يمثل معقل كرة القدم بالعالم، فكابيللو يتقاضى أعلى رقم في الأجور بين المدربين الـ32 (ما يقارب 8.8 مليون يورو)..!! يأتي بعده ليبي (3.5 مليون)، ولوف (2.5 مليون).. و«المضطهد» في النواحي المالية، المغلوب على تاريخه الذي لا يشفع له ضيق العينين، الكوري الشمالي «كيم هون» (170ألفا)..!!..ولكم أن تتخيلوا أن - المحظوظ - كابيللو يتقاضى نحو 5 أضعاف ما يتقاضاه «سعدان العرب».. والكارثة أن الاثنان يلعبان في مجموعة واحدة.. ولن أتعجب، فكابيللو «يستاااهل»، والإنجليز رغم تعصبهم لجنسهم حتى وقت قريب، فإنهم كرماء بطبعهم.. ولكن.. فقط مع من يكرمهم بالنتائج!

على المستوى العربي ليس هناك سوى منتخب عربي - يتيم - يقود دفته الفنية مدرب وطني مجتهد.. مناضل من مناضلي الصحراء الأفريقية الجزائرية التي تشغل 80% من مساحة البلاد. «رابح سعدان».. ثق تماما لست وحدك بالمونديال، فهناك سيل من أفواج العرب الذين يقطنون المساحة الفاصلة من المحيط للخليج، والمشاعر العربية بكل الأصقاع الأجنبية وبلاد المهجر وراءك، فالأخضر الجزائري (الصديق) لا يمثل نفسه في هذه التظاهرة الكروية العالمية، بل يمثل العرب ككل بأمنياتهم وطموحاتهم و«دعواتهم»...!

فرابح سعدان.. هو خير من يدرك صعوبة المهمة وثقلها، غير أن إيمانه الداخلي وتصديقه بتوفيق الله وكرمه سيمهدان الطريق أمامه، ويكفي المدرب الوطني - أيا كانت جنسيته - انه استطاع الوصول بكرة بلاده لهذا المحفل الكروي العالمي الذي لا يتكرر إلا كل 4 سنوات، ويكفيه فخرا كم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وإن وجدت الثقة بكل أشكالها ومستوياتها، فالدعم الأهم (ماديا أو معنويا)، والدعم (اللوجيستي) على الأكثر، ذو أهمية مضاعفة ومغايرة!!.. خاصة للمدرب الوطني الذي يتحمل بالإضافة لمسؤوليته - كمدرب - تبعات أي إخفاق أكثر من النجاح.. فهمه التدريبي «وطني»، ومشاعره مغلوبة على حالها (كمواطن) قبل أن يكون رياضيا. كان الله في عون سعدان العرب، فللحدث هيبته، ومونديال جوهانسبورغ يبقى كغيره سوقا كروية رياضية كبيرة، سيحاول كل منتخب تقديم العرض الفني الأفضل من خلاله للعالم، والمدربون جزء من تلك العروض الكروية.. وبصراحة وهي وجهة نظر لا أكثر بل هو «توقع» أن يحظى مدربو مونديال جنوب أفريقيا بأضواء لافتة، ويسرقوا - عفوا فالإبداع لا يسرق – أعني يسحبوا البساط الأحمر من تحت أقدام اللاعبين النجوم!!.

عموما سبعة أيام تفصلنا عن الحدث العالمي الكروي الأبرز، ولكم أن تضعوا التوقعات.. والتخيلات موضع الشك واليقين.. لكن.. وما بين شكي ويقيني سؤاااال: هل سينجح المدربون الوطنيون مع كرة بلادهم في تحقيق النتائج الإيجابية المطلوبة عطفا على الجدوى الوطنية بتوظيف الأفكار.. والعناصر؟!.. أتمنى ذلك!

[email protected]