مونديال بارد..!

منيف الحربي

TT

منذ عقدين تقريبا، اعتدنا أن نرى منتخبنا السعودي في العرس الكروي العالمي.. صحيح أنه في المرات الثلاث الأخيرة لم يكن بتلك الصورة التي تمنيناها، لكن العزاء على أي حال كان في الوجود بين كبار الكرة الأرضية وسط أضواء المجنونة وتحت مجهر الدنيا بأسرها.

تجرعنا مرارة الخروج الآسيوي بالتدريج أمام كوريا الشمالية ثم البحرين عبر الملحق، وتوقعنا أنها خفت مع الأيام، لكنها تعود نهاية هذا الأسبوع بصورة مكثفة وكأننا صعقنا بها نهار أمس!!

أعرف أن هناك مزيدا من العمل والتصحيح، وأن ماء كثيرا تسقى به شجرة الرياضة السعودية، لكني أعرف أيضا أن المصاعب جمة، وأن المشوار طويل نحو أخضرنا الذي نريد..!

إنه شعور مختلف.. فالسعوديون يتابعون كأس العالم هذه المرة بالعواطف ذاتها التي كانوا عليها قبل عشرين سنة، وهو ما يعني أن أكثر من 70% من جمهور الكرة الحالي كانوا حينها رضعا أو في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة. بالتالي، تأتي عواطفهم تجاه المونديال باردة، أو على الأقل لا تحمل تلك المتابعة الحميمة التي جرت في أميركا وفرنسا واليابان وألمانيا!

مشاعر السعوديين لا علاقة لها بالعنوان أعلاه الذي يشير لأجواء المونديال؛ فالجماهير الرياضية في جميع أنحاء العالم تعودت على متابعة كأس العالم في شهر يونيو (حزيران) ذي الطقس الحار والطبيعة الصيفية التي تنعكس على كل مظاهر المناسبة، غير أن البلد المضيف حاليا يعيش (حسب تقارير وكالات الأنباء) أجواء شتوية ربما تكون جيدة للاعبين والمدربين لكنها لن ترضي الجماهير التي تعشق طبيعة الانطلاق والانتعاش!!

على الرغم من كل ذلك، تبقى سخونة المنافسات وغليان التحدي ودفء المناسبة الكبيرة التي نأمل أن يكون غيابنا عنها مؤقتا وأن تكون عودتنا لها بعد أربع سنوات في البرازيل 2014 بشكل مغاير تماما..!

على كل حال، حضور حكمنا القدير خليل جلال في كأس العالم يمثل خيطا رفيعا يربطنا بشيء ما هناك، والدعوات كلها تمتد إليه بأن يوفق بالظهور المشرف وأن يقدم صورة الحكم السعودي بعيدا عن المشكل والإسقاطات المحلية التي تضافرت ضده، مع الأمل بأن تكون المناسبة الكبرى بوابة يعبر من خلالها حكامنا من ضيق الحساسيات إلى فضاءات التألق العالمي، وهي فرصة قد لا تتكرر سواء لجلال نفسه أو لغيره من الأسماء..!

[email protected]