تذكرت عنوانا من عناوين الصفحات المصرية: «الدوري احلّو.. والأهلي أكل الجو» بمجرد قراءتي لخبر إمكانية انتقال مدرب الأهلي فارياس إلى الإمارات لتدريب الوصل على أن يدفع النادي الإماراتي مبلغ الشرط الجزائي وقدره 400 ألف دولار.
والواقع عندنا أن الخليج كله «يحلو».. والمدرب هو الذي «يأكل الجو».
المدرب يأكل الأخضر واليابس. وما أكثر المدربين الذين لم يعودوا قادرين على العودة إلى بلدانهم لأنهم وجدوا أن أفضل «بزنس» لهم هو الترحال وكسب الملايين من «مقدم العقد» كلما أبرم عقدا جديدا.
لم تنفع العقود.. ولا العهود.. ولا كلمات الشرف، فالأندية الخليجية تحارب بعضها من خلال الاتصال مع اللاعبين أو المدربين دون معرفة الإدارات.
السؤال الذي يفرض نفسه: هل كان فارياس سيترك الأهلي لو لم يدفع نادي الوصل الشرط الجزائي؟!
ولماذا «يحلو» المدرب الموجود في الخليج في نظر الأندية الخليجية؟!
لا ألوم نادي الوصل هو ليس أول من فعل مثل هذا الأمر لا سيما أنني لا أعرف بالضبط متى وكيف بدأت المفاوضات لكنني أسأل فقط: ألم يجدوا مدربا غير فارياس الذي لم يغادر الأهلي بعد؟!
الواقع.. أن أنديتنا في الخليج تربك المدربين وتفقدهم التركيز خاصة أن العقود في معظم الأحيان لا تتجاوز «عاما واحدا» ومن هنا يكثر التنقل والترحال ولا هم للمدرب إلا كيف يوقع عقدا جديدا ولم يعد يهمه أن يحقق بطولة أو إنجازا جديدا إلا إن كان المدرب أحد الذين يحترمون تاريخهم ويحافظ على سجله التدريبي.
وما يقال عن المدربين ينسحب على التعامل مع بعض النجوم الأجانب في الملاعب الخليجية وإن كانت عمليات الخطف على مستوى المدربين أكثر وضوحا وأشد إيلاما.
المدرب الناجح في الملاعب الخليجية يؤدي عملين:
التدريب.. والتفرغ للمفاوضات الجديدة. و«الشرهة» على الإدارات التي تعمل بأنانية ولا يهمها الاجتهاد والبحث في الخارج بل تبحث عن أسهل طريقة للوصول للمدرب حتى لو كان على حساب الروح الرياضية والتنافس الشريف!!!