عودة مرارة الخروج من المونديال!

موفق النويصر

TT

لأول مرة خلال الستة عشر عاما الماضية، لا تنشغل الصحافة السعودية ولا الشارع الرياضي، بقضية حصرية نقل مباريات كأس العالم على إحدى الفضائيات، كما حدث في الأعوام السابقة، على خلفية غياب المنتخب الوطني عن نهائيات جنوب أفريقيا.

الحضور السعودي الذي لم يكن مشرفا كثيرا في المرات السابقة، إلا في مشاركته الأولى بالولايات المتحدة الأميركية عام 1994، كان العزاء الوحيد لنا فيه أننا نصنف كأحد أفضل 24 أو 32 منتخبا نجحوا في تجاوز جميع منتخبات العالم وبلغوا النهائيات.

استعدت مرارة الغياب السعودي عن مونديال جوهانسبورغ 2010 الذي تنطلق فعالياته يوم الجمعة المقبل، وتحديدا بعد مرور 9 أشهر على الخروج المر أمام المنتخب البحريني في الرياض، أثناء إعداد التحضيرات النهائية للكيفية التي ستكون عليها التغطية الصحافية لهذا الحدث الرياضي الأهم في العالم، وكيف سيتم التعامل مع المباريات وأوقاتها، وخاصة أنها تقام في أقصى جنوب القارة الأفريقية.

الغريب في الأمر الذي تنبهت له مؤخرا أن الخروج السعودي من كأس العالم مر مرور الكرام دون حساب أو عقاب للمتسببين في ذلك، أو حتى تقديم اعتذار للجماهير التي صدمت بغياب منتخب بلادها عن هذه البطولة، واكتفاء المسؤولين عن الرياضة بتطبيق قاعدة «عفا الله عما سلف»، والعمل على تلافي السلبيات السابقة والاستعداد لكأس العالم 2014 من الآن!

للأسف الشديد، هذه القاعدة لم تؤت ثمارها خلال السنوات الماضية، بدليل أن مشاركاتنا المونديالية بعد عام 1994 كانت من سيئ إلى أسوأ، ولا أعلم لما علينا التفاؤل بأنها ستكون ناجحة في هذه المرة، ما دامت الأسماء الحالية هي ذات الأسماء السابقة، والمكابرة والإصرار على الأخطاء ما زال قائما!

بالأمس تم الإعلان عن استمرار البرتغالي جوزيه بيسيرو في منصبه كمدرب للمنتخب السعودي الأول، بعد توصية لجنة التطوير المكونة من الفرنسي جيرار هولييه والإنجليزي ريك بيري وخبراء سعوديين آخرين بذلك، دون الإشارة إلى اتخاذ أي تدابير أخرى حيال تدعيم جهازه الفني، وبخاصة في شقه الهجومي، مما يعني أن مشاركات المنتخب المقبلة في بطولة الخليج باليمن ونهائيات أمم آسيا في دوحة قطر ستكون بنفس النهج الذي اتبعه المدرب في تصفيات كأس العالم ومعسكر النمسا، نتمنى ألا تكون هذه الخطوة غير محسوبة كسابقاتها، وبالتالي استمرار مسلسل السقوط الكروي الذي بدأ منذ سنوات ولم نتخذ حياله التدابير الصحيحة.

يبقى السؤال الأهم: ماذا سيكون التصرف إذا - لا قدر الله - لم يظهر المنتخب السعودي بالمظهر اللائق وحقق كأس آسيا تحديدا، خاصة بعد أن تشبعنا من المركز الثاني، الذي أصبح ملازما لنا في البطولات الماضية؟ سؤال إجابته لدى القائمين على الرياضة السعودية.

[email protected]