(السعودية)... في كأس العالم!!

هيا الغامدي

TT

ماذا... (لو)... تأهلنا لمونديال جنوب أفريقيا الذي ستنطلق فعالياته بعد أقل من 72 ساعة من الآن؟! فعلى الرغم من أني لا أحبذ حديث العواطف... والتخيلات، لكن.. ماذا لو تخيلنا أن.... (منتخبنا السعودي) ضمن قائمة الـ32 منتخبا بالمونديال الجاري تدشين فعالياته الجمعة المقبل؟!! نعم.... وأكيد... بل مؤكد أن صدمتنا لا توصف لعدم تأهل المنتخب الوطني للنهائيات، خاصة أن جيلا بأكمله كان قد اعتاد تأهل منتخب بلاده ضمن قائمة الكبار.. (صفوة العالم)، (ولكن)... ما كل ما يتمناه المرء يدركه، فالرياح التي عصفت بمشاركة السعوديين بهذه التظاهرة بعيدا عن سواحل الجنوب الأفريقي، هي ذاتها التي أبعدتهم عن (فوبيا) الوضع الأمني بالبلاد، ولكم أن تتخيلوا كيف أن الوضع كان يمكن أن يكون (سيئا/صعبا) على الجمهور السعودي، وهو يواجه فضلا على تحمل تكاليف السفر... الإقامة... وتذاكر حضور المباريات، سيكون أيضا تحت ضغط... (الهاجس الأمني) في بلد ترتفع فيه معدلات الجريمة، فهناك ما يقارب 50 جريمة في اليوم والليلة!

هذا في التوقيت الذي تحاول من خلاله الحكومة الجنوب أفريقية تهدئة الوضع، والتخفيف من حدة المخاوف بشأن احتمال وقوع (هجمات إرهابية) خلال استضافتها المونديال، وما ورد على ذمة صحيفة «صنداي إندبندنت» من أن مجموعة على علاقة بتنظيم القاعدة تخطط لشن هجوم على مصالح أميركية بالبلد المستضيف لأكبر تظاهرة كروية عالمية، حتى إن - الولايات المتحدة - كانت قد أكدت بشكل (غير مباشر) إغلاقها في الفترة الماضية منشآتها... (سفاراتها)، وإخضاعها للحراسة الأمنية المشددة بالمدن المهمة بالجنوب الأفريقي، مشيرة إلى وجود تهديد أمني!!

وقد سبق أن تعرضت بعثتا المنتخبين المصري.. والبرازيلي للسطو (السرقة) بمقر إقامتهما بالفندق، أثناء مشاركتهما في بطولة كأس القارات الماضية بجنوب أفريقيا، وكذلك الاعتداء الذي تعرض له أحد اللاعبين النمساويين المعتزلين، هذا فضلا عن حوادث السلب والنهب والسطو والاغتصاب، التي تنتشر بالبلاد بشكل مخيف جدا..!! تلك جميعها قد تجعل من مونديال جنوب أفريقيا آخر الأحداث الكروية العالمية على الساحة الأفريقية متى ما استمرت الأوضاع الأمنية على حالها، أو تدهورت بشكل مخيب لآمال وتوقعات رئيس الفيفا ذاته... (سيب بلاتر) قبل الأفارقة أنفسهم، وهو الذي سبق أن دعم ملف الترشيح الجنوب أفريقي بكل قوة، جاعلا من إقامة أكبر تظاهرة كروية عالمية على الأرض الأفريقية - حُلما سهل المنال، وهو نفسه الذي كان قد أعطى جنوب أفريقيا ما نسبته 7.5 من 10 في تقييمه للبطولة كتجربة أداء لكأس العالم!!

لكم بودي وأتمنى أن تسير الأوضاع الأمنية بشكل مطمئن، وأن ترافق السلامة البعثة العربية... (الأفريقية المسلمة).. الجزائرية، خاصة أن الحكومة الجنوب أفريقية كانت قد أكدت إعدادها خطة حماية أمنية محترفة إلى جانب الأجهزة الرسمية لحماية اللاعبين، (غرييييب)... حال الأفارقة هؤلاء؟!!.. أليس الجمهور... المراسلون...الإعلاميون....(الناس) بشكل عام القادمة لدعم منتخباتها الوطنية من شتى بقاع الأرض، (أرواح بشرية) ينبغي حمايتها وتأمين السلامة لأرواحها؟!

عموما... وهو الأهم وما أردت الوصول إليه، بالنسبة إلى منتخبنا السعودي الذي لم يقدر له التأهل هذا العام للمونديال الذي سيقام على بقعة جغرافية تعاني صراع الأجناس.. الأعراق.. البيض والسود والجرائم، لا يجدر بنا القول... (سيل لا يبلك فلا يهمك)، ولكن الأجدر بنا تذكر حكمة رب العالمين من وراء الآية الكريمة... «وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» وكفى.

[email protected]