هل يعقل أن ينهي الهلاليون مسيرة حارس القرن الآسيوي محمد الدعيع بهذا الشكل من المفاوضات التي توحي للجميع بأنهم لا يريدونه، سواء كان ذلك بقرار غيريتس أو غيره من مسيري الفريق الحقيقيين!!
بصراحة أعجب جدا من الحالة التي باتت تسير عليها إدارة نادي الهلال في تعاملها مع النجوم ولن أستغرب أن يأتي ذلك اليوم الذي تقول فيه لياسر القحطاني لا نريدك، ما دامت قد فعلت ذلك مع أفضل حارس مرمى في العامين الأخيرين!!
في رأيي الشخصي أن محمد الدعيع وحسن العتيبي هما أفضل حارسين للمرمى على الصعيد المحلي ولو تابعت الجماهير السعودية استفتاءات النقاد في الفترة الأخيرة التي أعقبت انتهاء الموسم الكروي السعودي لأيقنت أن الاختيارات في الغالب لا تتجاوز هذين الحارسين إضافة إلى حارس مرمى الشباب وليد عبد الله ولكن للإدارة الهلالية آراؤها الغريبة التي يبدو أنها تعيش في مأزق اسمه الفكر الإداري!!
قبل أشهر أدخلت هذه الإدارة نفسها في دوامة تصريحات لا تنتهي مع حارس مرمى فريقها حسن العتيبي لتعرضه على لائحة الانتقال لأنها رفضت أن تمنحه ما يريد من قيمة مالية لعقده الاحترافي لترضخ في النهاية إلى مطالب الحارس ويوقع معها لـ3 سنوات مقبلة بنحو 4.5 مليون ريال!!
محمد الدعيع بقي على عقده مع فريقه الأزرق سنة كاملة بحسب ما نقرأ مؤخرا، بل إن مصدرا مسؤولا في الهلال أكد في تصريحات للصحف أن عقده أرسل للجنة الاحتراف السبت الماضي، مع العلم أنه بحسب تصريحات رئيس النادي في «العربية» كانت تنطلق إلى أن الدعيع وقع على بياض وهي التي انتقدت فيها الحارس ووصفت فعله بعدم الاحترافية رغم أن الإدارة هي التي طلبت منه ذلك بهدف تعجيل التوقيع وهو ما وافق عليه الدعيع!!
غيريتس لا يريد الدعيع لكنني وبصراحة أشك في ذلك على الصعيد الفني ولا أظن أن مديرا فنيا عملاقا مثل هذا المدرب يطالب بقص أجنحة فريقه من خلال المطالبة بإبعاد الحارس المخضرم إلا إذا كان هناك شخص آخر لا يريده لكنه نجح في التأثير على المدير الفني وعلى قراراته!!
أعتقد أنه مثلما كسب الهلاليون لقبا شرفيا لا يضاهى مثل لقب فريق القرن في آسيا فإن عليهم، وللتاريخ، الحفاظ على مكتسبات ناديهم والتي من بينها وجود حارس القرن في آسيا وأقصد بالتأكيد محمد الدعيع.. هذا العملاق من فئة النجوم الذين تفخر الأندية الكبيرة بوجودهم، فهل من اللائق أن ننهي حياته باجتماعات بدت فيها محاولات فرض النفوذ من خلال هذا ما سنقدمه لك إما أن تقبل أو تعتزل!!
لاعب كرة القدم أيا كان مركزه من حقه أن يؤمن مستقبله الكروي وكل ذلك قائم على إمكاناته وقدراته وأعتقد أن الكرة السعودية لن تجد حارسا مثل الدعيع حتى وإن بلغ الـ40 عاما..؟! يا سبحان الله.. هو الأفضل مع احتياطه.. ولكنه التسيير لا التخيير؟!